كلمة سماحة السيد مرتضى السندي في فعالية تلبية القدس

في البداية أتقدم لكم بالتهاني والتبريك بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين بالخير والبركة والنصر المؤزر، لا سيما أخوتنا الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية في أرض فلسطين.

قال الله في محكم كتابه الكريم: (قاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً كَما يُقاتِلونَكُم كافَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقين)

المعركة اليوم هي معركة محاور، محور الشر والخير، الاستكبار والاستضعاف، المعركة التي تشتعل اليوم في غزة وفلسطين المحتلة هي جزء من المعركة التي تشتعل في سوريا واليمن والعراق والحراك في البحرين، اليوم قوى الاستكبار قد وقفت صفاً واحداً لقمع الشعوب الحرة ومحاصرة الجمهورية الإسلامية، ووضع العقوبات على فصائل المقاومة في البحرين ولبنان واليمن وسوريا والعراق، هم يتعاملون على أنهم جبهة واحدة، ونحن ينبغي أن نتعامل على أننا جبهة واحدة ومحور واحد ونقاتل المشركين والمستكبرين كافة كما يقاتلوننا كافة، اليوم المعركة ليست معركة جغرافية.

البعض يطرح بأنه في السابق كانت المعركة عربية إسرائيلية، أي المعركة قومية، وبعدها طُرح بأن المعركة جغرافية، فلسطين المحتلة وفلسطين التي لحد الآن لم يستطيع الكيان الصهيوني أن يحتلها، لا؛ ربما يكون نفر قليل في بلدة نائية ولكنهم جزء من هذا المحور، وهذا الذي يعبر عنه القرآن الكريم: (قاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً كَما يُقاتِلونَكُم كافَّةً).

إذاً؛ الذي يجمعنا هو الإيمان والشرك، هم يمثلون محور الشرك والضلال، ونحن نمثل محور الإيمان والمقاومة، اليوم نجد أن الذي يدعم الكيان الصهيوني، الولايات المتحدة الأمريكية والحكومات العميلة في المنطقة وعلى رأسها آل سعود وآل نهيان وآل خليفة، هم يعلنون دعمهم الواضح والصريح لأنهم ينتمون إلى محور الشر والشرك، ونحن نخجل أن نعبر عن انتمائنا لمحور الإيمان والمقاومة والمستضعفين الذين يقفون في وجه محور المستكبرين.

البعض يطرح لا تورطونا بلعبة المحاور، الأمر ليس اختيارياً، نحن اليوم ندفع ضريبة انتمائنا لهذا المحور، وإلا لماذا يأتي الكيان الصهيوني في البحرين، وآخر زيارة كانت لرئيس الموساد، يعبرون أنه من أجل التنسيق الأمني، التنسيق الأمني له تفسيران:

التفسير الأول: محاربة شعب البحرين ومواجهة الحراك.

التفسير الثاني: مواجهة محور المقاومة المتمثل في الجمهورية الإسلامية.

إذاً هم ينظرون لنا بأننا جزء من هذا المحور، ويتعاطون على أنهم جبهة واحدة قبال جبهة الحق والمقاومة، الذي يقول لا تورطونا بلعبة المحاور، يريد أن يغمض عينيه ويسد عينيه عن ما يجري حوله، اليوم الكيان الصهيوني يقدم الدعم الأمني واللوجستي والاستخباراتي، من أجل قمع المعارضة والثورة في البحرين، اليوم يحاولون أن ينقلوا الكيان الصهيوني بالقرب من الجمهورية الإسلامية ليشكل بعبع يدار من خلاله الهجمات والاستخبارات وعمليات الاغتيال من داخل الأراضي البحرينية، يمكن أن يكون جزءاً منها مشاركاً في محور المقاومة، وجزء آخر منها في محور الاستكبار، الجامع بيننا وبين محور المقاومة هو الإيمان، والجامع بينهم وبين قوى الاستكبار هو الشرك.

(قاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً كَما يُقاتِلونَكُم كافَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقين)، البعض حينما يخرج في تظاهرة أو يقدم دعماً مالياً أو يساهم في دعم إعلامي، يشعر وكأن له منّة على الشعب الفلسطيني بأنه ساند ودعم، لا؛ المنّة للشعب الفلسطيني علينا لأنهم اليوم يقفون في الصف الأمامي لمواجهة المشروع الاستكباري في المنطقة، اليوم يثلج صدورنا حينما نرى هذه الصواريخ التي تخرج من غزة وتدك الأراضي المحتلة ويدك الرعب في نفوس المحتلين والصهاينة.

بالأمس كان المقاتلون والمجاهدون يقاتلون في سوريا، ونتعجب حينما نرى الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية وتقصف المقاومة، لماذا؟ لأن داعش يمثل جزء من محور الشر والضلال والظلم، فهم لا يخجلون في تبيان انتمائهم لمحور الشر، لكن نحن نخجل حينما نريد أن نعبر عن انتمائنا لمحور المقاومة.

ما يحصل في اليمن، كله بسبب ثلاثة شعارات: الله أكبر، الموت لأمريكا، اللعنة على اليهود، لو أن أنصار الله يتخلون عن هذه الشعارات لما حصلت هذه الهجمة الشرسة على أنصار الله، ما يجري في البحرين اليوم من دعم لهذه السلطة الخليفية، هو لأنها تقف في وجه محور المقاومة وتهاجم فصائل المقاومة في لبنان والعراق، لذلك نجد الدعم اللامحدود لهذه السلطات الخليفية.

إذاً المعركة اليوم معركة محاور، ونحن إذا فعلنا أي شيء من التضامن ومنه هذا الحفل فنحن ندافع عن أنفسنا ومحورنا وقضيتنا وأهدافنا، فنحن والفلسطينيون نقف في جبهة واحدة وصف واحد متلاحم في وجه قوى الاستكبار والضلال والظلام.

والحمدلله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى