كلمة سماحة السيد مرتضى السندي في المؤتمر الدولي الأول لشهيد القدس الحاج قاسم سليماني

 

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

في البداية استميحكم عذراً أساتذتي وأخواني، أتحدث بمحضركم وأتشرف أن أشارك في المؤتمر الدولي الأول لشهيد القدس، الشهيد الحاج قاسم سليماني، ونتحدث في مسجد جمكران المقدس، والشكر مقدم أولاً للشعب الإيراني المجاهد العزيز وإلى سازمان تبليغات وإدارة مسجد جمكران على هذا الحفل الكبير الذي جاء ليحيي يوم القدس العالمي في ظل هذه الظروف الصحية المعقدة، فلكم الشكر على هذا الجهد وهذه الإجراءات الجيدة، بارك الله فيكم.

تحية للشعب الإيراني العظيم المجاهد الذي يقف في الصف الأمامي في المواجهة مع قوى الاستكبار العالمي، لقد مثلت الجمهورية والثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه شوكة في عيون قوى الاستكبار الطامعة في بلاد الإسلام.
من الخطوات الذكية والشجاعة التي أقدم عليها الإمام الخميني في بداية انتصار الثورة الإسلامية، إعلان آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس، أعادت البوصلة للأمة وشكلت مانعاً لمشاريع قوى الاستكبار التمدنية، لذلك فإن الهجمة الهمجية على الجمهورية الإسلامية هي بسبب التزامها بثوابت الثورة الإسلامية التي أعلن عنها الإمام الخميني في بداية انتصار الثورة الإسلامية، وحافظ عليها الإمام الخامنئي حفظه الله ورعاه.

لقد كانت الجمهورية الإسلامية تقف وحيدة في وجه الهجوم الواسع لقوى الاستكبار وعملائها في المنطقة، ولكنها اليوم ليست وحيدة بل يقف معها قوى محور المقاومة، في لبنان وفلسطين، في العراق وسوريا، في اليمن والبحرين، وفي غيرها من بلدان العالم الإسلامي وأحرار العالم.

الثورة الإسلامية فكر ولا يمكن حصر الفكر في الحدود الجغرافية، القضية الفلسطينية تعيش اليوم في وجدان كل الأمة الإسلامية، بل في وجدان كل أحرار العالم، لقد أعلن الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه يوم القدس: «يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين»، لذلك تحولت القضية لفلسطينية إلى فرقان بين قوى الاستكبار والمستضعفين. يريدون أن يحاصروا إيران الإسلام لكي يقضوا على قضية القدس والفلسطين.

إن تطبيع بعض الحكومات العميلة مع الكيان الصهيوني اليوم لا يمثل شعوب المنطقة، بل إن هذه الخطوة الجبانة شكلت مرحلة انفصال بين شعوب هذه المنطقة وهذه الحكومات العميلة، لم يكتفوا بخذلانهم للقضية الفلسطينية وتخليهم عن واجبهم الإسلامي والأخلاقي، بل قاموا بخيانتها وطعنها بخنجر الخيانة والتطبيع، إن أهداف هذه الحكومات العميلة، بعضها داخلي لقمع صوت وإرادة الشعوب الناهضة والثائرة، وبعضها خارجي من أجل محاصرة الجمهورية الإسلامية من خلال جلب أجهزة الموساد من أجل الكيد للجمهورية الإسلامية وإدارة العملاء عن قرب لتشكل خنجراً في خاصرة الجمهورية الإسلامية.
يُراد لمشاريع التطبيع أن تنتقل من حالة الحكومات الرسمية إلى الحالة الشعبية، ولكنهم لن يستطيعوا بإذن الله، ولن يجدوا من شعوب هذه المنطقة إلا لغة المقاومة والرفض، بالأمس قام رئيس الموساد بزيارة سرية للبحرين، وأُعلن عن هذه الزيارة بعد خروج هذا المجرم من البحرين، وهذا يعبر عن حالة القلق والخوف والرعب الذي يبث في قلوب هؤلاء المجرمين من شعوب منطقتنا، وهذا مؤشر على عدم مقبوليتهم بين الشعوب، إن شعوب المنطقة قد تشربت بثقافة المقاومة ولن تقبل بالوجود الصهيوني في منطقتنا، وإن مصير الصهاينة هو الخروج المذل من هذه المنطقة.

القدس أقرب إلى شعوب منطقتنا من حكوماتها العميلة، والقدس أقرب إلى الحرية بعد طول أسر واحتلال، والقدس أقرب إلى هويتنا وفكرنا وديننا من الخيانة والتطبيع، وستبقى القدس بوصلة المسلمين وقضيتهم الحية التي لا تموت، القضية الجامعة لكل المسلمين.

والسلام عليك يا روح الله الموسوي الخميني، ثائراً، قائداً حياً في قلوب المجاهدين والأحرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى