الوسط: عبد الوهاب حسين حول سقوط النظام العراقي… “يمهل ولا يهمل”

العدد 215 الاحد 12 ابريل 2003 الموافق 10 صفر 1424 هــ

وقال عبدالوهاب حسين في خطبته يوم الجمعة في مسجد الشيخ خلف في النويدرات: إن الله انتقم من صدام والنظام العراقي في اليوم نفسه الذي تجرأ فيه هذا النظام باغتيال الشهيد محمد باقر الصدر، وهذا يعطينا الدرس بأن الله يمهل ولا يهمل، وسترون في القريب العاجل كيف يستأصل الله أميركا كما استأصل النظام العراقي .

ولفت حسين إلى أن أميركا بررت عدوانها على العراق بدكتاتورية النظام، إلا أنه أكد أن الشعوب واعية لمخطط أميركا، وأن الشعب العراقي تحديدا سيخوض حرب تحرير على طريقته وليس على الطريقة الأميركية، وأشار إلى أن الأنظمة لن تفعل شيئا إذا تكرر العدوان على دولة أخرى، لأن النظام العربي قد انهار، والجامعة العربية قد فقدت قيمتها .

 

وتطرق حسين إلى مفاجأتين حدثتا أثناء الحرب، الأولى هي صمود الشعب العراقي لثلاثة أسابيع أمام آلة الحرب الأميركية المدمرة، والثانية هي انهيار النظام العراقي في معركة بغداد لدرجة انعدام المقاومة، وعزا انهيار النظام إلى دكتاتوريته التي ولدت الألم في نفوس الشعب العراقي، إذ طغت الفرحة في نفوس العراقيين بسقوط النظام ـ كما قال ـ على شعوره بخطر الاحتلال الأميركي، فالشعب آثر سقوط النظام لأنه يعتقد أنه أقدر على مواجهة الاحتلال في ظل سقوط هذا النظام الدموي.

أما السبب الثاني للسقوط السريع للنظام، فهو أن الأنظمة الدكتاتورية لا ترتبط بشعوبها وأوطانها، وإنما ترتبط بالكراسي والمصالح ـ كما ذكر حسين ـ وفي أول ضربة تتلقاها تتخلى عن الشعوب والأوطان، ولهذا لم يدافع النظام العراقي عن شعبه وقت المحنة.

وفي سياق آخر لسقوط صدام والنظام العراقي، قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته في جامع الإمام الصادق في الدراز: إن المنتصر الأكبر هي الآلة الأميركية التي تقدمت في ظل حرص الحكومات الغربية على تقدم شعوبها، وحرص الحكومات الإسلامية على تخلف شعوبها ، ونفى قاسم أن تكون هزيمة النظام العراقي هي هزيمة للأمة الإسلامية، لأنها لم تحارب أميركا من منطلق الإسلام أو أنها صنعت صناعة إسلامية أو رفعت شعارا إسلاميا فهزمت، مؤكدا أن الهزيمة هي هزيمة نظام معزول لأنه معاد لشعبه ومحيطه ولدول إسلامية وعربية، كما لا توجد لديه علاقة جيدة بكثير من دول العالم.

وأضاف: ما كان الشعب غاليا على صدام، ليكون صدام غاليا على الشعب، ليقف معه إلى الأخير ويفديه بنفسه ودمه، فإذا كان الشعب عزيزا على الحاكم في الرخاء، كان الحاكم عزيزا على الشعب في الشدة، وصدام لم يكن يرى للشعب قيمة، فحق للشعب ألا يرى له قيمة، وحق للشعب أن يخذل صدام الذي كان همه إضعاف هذا الشعب وتركيعه وإذلاله وسحق هويته وتغريبه .

وذكر قاسم أن المواجهة مع أميركا ستكون بين الإسلاميين والوطنيين والقوميين، وكل إنسان له ضمير وشيء من الغيرة على نفسه ووطنه، إلا أنه شدد على أن المعركة ستدار من طرفها الشعبي باليد الإسلامية القوية والجنان الإسلامي الذي لا يلين ولا يستكين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أميركا ستدخر عملاء كانوا لها في النظام، وستبحث عن عملاء جدد من النظام ليبقوا ورقة بيدها تستعملهم في وجه الإسلاميين كلما احتاج الأمر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى