الوسط: فيما استعرض قادته تفاصيل زيارة إيران وبيان الحجة، “الوفاء” يؤكد التزامه بـ «ثقافة التوثيق» ويدافع عن شرعية عمله السياسي

العدد 1268 الثلثاء 20 شعبان 1430 هـ – 11 أغسطس 2009

أعلن الناشط السياسي عبدالوهاب حسين في لقاء عقد أخيرا في مجلسه، أن التحرك الجديد الذي استقر على تسميته الوفاء الإسلامي ‘’ماض على قدم وساق في بناء الهياكل الإدارية وقطع شوطا في هذا المجال’’، مضيفا أن ‘’الهياكل الأساسية مكتملة ولدينا رؤية واضحة، ونتبنى القضايا العملية على الساحة بناء على تلك الرؤية الواضحة والمحددة وسترون قريبا ثمار هذا الجانب’’.

وأضاف حسين أن ‘’كل أدبيات التيار في سياق التأسيس لخط الفقهاء والعلماء، ولا أحد أسس لهذا الخط، أكثر من قيادات التيار، حيث ذكر بوضوح في بيان الحجة أنه يحتكم إلى المرجعية وهذا حاكم لكل شيء، و إذا كنا جميعاً متفقين على الاحتكام إلى المرجعية، فلنذهب إليها’’، وفق ما قال.


وقال حسين ‘’طرحنا حلين في بيان الحجة ومناسبات أخرى، هيئة تضم جميع مكونات الطائفة وتحدد خطوط عملها الأساسي من قبل المرجعية نتفق على تحديد آليات عملها ونؤيد هذا الطرح، وإذا لم يقبل هذا الطرح فلابد من القبول بالتعدد والتعاون والتنسيق على أساس التكامل في الأدوار وأن يعمل كل من موقعه وبحسب قناعاته’’.


وتابع ‘’هناك أكثر من قناعة في الساحة، فهل هناك حجة عقلية أو شرعية تقضي بأن تعمل إحدى القناعات دون الأخرى؟ ما يؤسف له هو التشكيكات غير الموثقة، فالتيار اعتمد أسلوب التوثيق ومع ذلك، هناك من يحرف الكلام عن مواضعه، فهل وجدتم إشكالات محددة ومكتوبة أم أنها إشكالات في الهواء؟’’.


وقال ‘’ما أوثقه لا يناقشني أحد فيه بينما تثار الإشكالات بغير توثيق وإذا جئت للمحاسبة، يقول لا دليل على ما قيل، مثلا ما أثاره الشيخ حمزة الديري – والذي عبرت عنه بثقافة العيب – لما تم توثيق هذه الثقافة وتداولها وإثارتها في كل مكان لم يستطع أحد تبنيها، لذلك أنصحكم بأن تلتزموا بثقافة التوثيق’’.


ومضى حسين، قائلا ‘’ستضحكون عندما أكشف لكم مسألة غضب الشيخ كاظم الحائري، فهي أقرب للطرفة، فقد غضب عليّ شخصياً لأني كنت أتكلم بهدوء فقال: متى سننتهي معك إذا كنت تتكلم بهذه الطريقة؟ كما غضب مرة أخرى من الشيخ عبدالجليل المقداد عندما قال له: إنكم أجزتم للشيخ عيسى أحمد قاسم بأن يتصدى للشأن السياسي فهل معنى قولكم هذا أن الآخرين ليس لهم نفس الحق؟ فقال منفعلا: متى قلت هذا الكلام؟ فهل يصح أن نشغل الناس بمثل هذه التفاصيل؟’’.


وأوضح حسين أن ‘’هناك أخطارا حقيقية وجوهرية، في حين ننشغل بهذه التشكيكات، لذا أرجو الانتهاء من هذه التراشقات ونتوجه للعمل، وإذا لم تكن هناك إمكانية للوحدة والالتقاء فليمضِ كلٌّ في سبيله ولنتوقف عن هذه التراشقات’’، حسب تعبيره.


النوري: لا مجال للنظر للوراء أو فتح الملفات الخلافية
أوضح أحد قادة تيار ‘’الوفاء الإسلامي’’ الشيخ سعيد النوري أنه ‘’في ظلِّ الظروف الحرجة تصبح قضية وحدة المعارضة، مصيرية فلا مجال اليوم للنظر للخلف أو فتح الملفات الخلافية، ولا يوجد أي مسوغ لذلك’’، مشددا على أن ‘’اليوم هو يوم العمل والنظر للأمام والتطلع للوحدة ورصّ الصفوف وأن يقبل بعضنا بعضاً ويتفهم بعضنا منهج الطرف الآخر ووضعيته الشرعية ومواقفه’’.
وأشار النوري إلى أن الشرعية ‘’إحدى القضايا الحساسة والأساسية التي تمثل ركيزة مهمة لاستقامة هذا التيار وانطلاقته نحو تحقيق الأهداف الإسلامية والوطنية’’، مضيفا ‘’أكدنا منذ الأيام الأولى وبعد انتهاء الاعتصام أننا نملك وضعاً شرعياً مبرئا للذمَّة، وانطلقت حينها بعض التشكيكات’’.


وتابع ‘’عندما ينطق أخي المؤمن بكلام معين ولا أفهمه حق فهمه فالوضع الطبيعي يحتِّم عليَّ أن أستفهم منه عن المقصود من كلامه وحجته دون أن أحاول بعيداً عن ذلك أن أفسِّر كلامه كما أريد’’.
كما تطرق النوري إلى قضية سفرهم إلى إيران، موضحا ‘’بعد أن سافر الوفد إلى إيران والتقى أعضاء مكتب ‘’السيد القائد’’ كما هو معروف للجميع، كل ما سمعه الوفد هناك تم نقله في بيان الحجة، ولكن للأسف تعاد نفس القضية بأنَّ وفد التحرك سمع كلاماً هناك يوجههم إلى الالتزام بشخصية علمائية معروفة في البلد ولكنهم أخفوا هذا الكلام ولم ينقلوه’’.


وتابع ‘’هذا التشكيك ينتشر، وقد جاءتني أكثر من شخصية تؤكد أنَّ هناك ترويجاً قوياً لهذه الإثارات، وأنَّ هؤلاء لا مصداقية لكلامهم ويخفون الحقائق التي سمعوها وأن البيان لا يحكي كل ما حصل’’.


وأكد النوري أن التيار ‘’لم ولن يسعى للتشكيك في شرعية الآخرين وإذا رأيتم منا هذا التشكيك فيمكن أن تحاسبونا على ذلك’’.


المقداد: لابد من الوقوف على خلفيات زيارة إيران
لفت الشيخ عبدالجليل المقداد إلى أن ‘’البعض يروج لحقائق أخفيت وأمور لم تذكر في بيان الحجة، وحتى نفهم بيان الحجة والمضمون الذي حمله لابد من الوقوف على خلفياته وخلفيات الزيارة إلى الجمهورية الإسلامية’’.


وقال المقداد ‘’في بادئ الأمر وصلهم كلام مفاده أن ممارسة العمل السياسي في البلد هو للشيخ عيسى قاسم وأنه لابد من إيكال الأمر إليه وعلى الآخرين الرجوع إليه’’. وأضاف ‘’كنا أشد تحمسا لترتيب الأثر على هذا الكلام وإيقاف مسيرة التيار ورفع اليد عنه وأصر عبدالوهاب حسين، إصراراً شديداً على أن يصدر بيانا مفاده أن نرفع أيدينا عن مزاولة العمل السياسي ونوكله للشيخ أبي سامي وهو يتحمل المسؤولية’’، موضحا أن ‘’سبب إصرار حسين أن هذه قضايا شرعية لا ينبغي التسويف فيها’’.


وتابع ‘’بعد المشورة والتباحث انتهينا إلى ألا نتعجل في إصدار البيان وأن نؤخر إصداره حتى تتضح لنا حقيقة الأمر، وعندما قررنا تأخير البيان كان لعبدالوهاب حسين موقف، وقال ‘’أحملكم المسؤولية بحيث إن حصل عائق أو منع مانع إصدار هذا البيان فأنتم مسؤولون أمام الله وأن تطلعوا الناس على حقيقة هذا الأمر’’.


وأردف ‘’وهكذا أصبح السفر ضرورياً لمعرفة حقيقة الحال، ولم يكن الوقت مناسباً للسفر، وما كنت راغباً في السفر وأيضاً عبدالوهاب حسين وبقية الإخوة ولكن كانت الضرورة ملحة، فسافرنا لإبراء للذمة والتقينا بمكتب السيد القائد’’.


وتابع ‘’وفي اللقاء الأول الذي دام قرابة الساعتين، أوضحنا ما عندنا واستكشفنا حقيقة ما عندهم وأكدوا لنا ما ذكرناه في بيان الحجة’’.


ونوه المقداد إلى أن ‘’البيان ينقسم إلى ثلاثة مقاطع، الأول يختص بما دار في مكتب السيد القائد ومقطع يتعلق بكلام السيد الحائري وآخر فيه التوصية على الوحدة والتلاقي، فهل سيأتي التشكيك في البيان كله أو المقطع الأول؟’’
وتابع ‘’نقطة واحدة يمكن أن يقول البعض إننا تعمدنا إخفاءها، حيث ذكرنا أن السيد له وكلاء شرعيون وأن بعض الوكلاء له ولوكالته خصوصية تختلف عن بقية الوكلاء، وهذه لم نذكرها ولم نشر إليها تفصيلاً وإن كنا أشرنا إليها إجمالاً لأنه قد لا يرضي هذا الشخص ولذلك رأينا من الصلاح ألا نشير إليها بالتفصيل’’.


وأوضح المقداد أنئ’’هذه الوكالة وإن كان فيها خصوصية، لا تعطي للإنسان خصوصية ولا تعطي لصاحبها حقاً في الشأن السياسي، بحيث لا يجوز الاختلاف معه في الرأي أو توجب ضرورة اتباعه’’.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى