الوسط: في محاضرة :”الحوار السياسي مع السلطة ومستجداته”… حسين: لا مستقبل للحوار ما لم تغير السلطة والمعارضة أسلوبيهما

العدد 738 الجمعة 21 اكتوبر 2004 الموافق 8 رمضان 1425 هــ

قال الناشط السياسي عبدالوهاب حسين إنه “لا مستقبل للحوار السياسي ما لم تغير السلطة من أسلوب تعاطيها مع المعارضة والمواطنين، وما لم تغير المعارضة من منهجية تحركها”.

وذكر حسين في محاضرة “الحوار السياسي مع السلطة ومستجداته” التي نظمها المركز التعليمي الثقافي في منطقة عالي بمأتم العبابسة مساء أمس الأول أن “الحوار السياسي مع السلطة يفتقد إلى المقومات الرئيسية المطلوبة لنجاح أي حوار”.

 

وأوضح حسين هذه المقومات “أولها التكافؤ بين أطراف الحوار، فإذا نظر أحد الأطراف إلى نفسه أنه فوق الأطراف الأخرى، فذلك يؤدي إلى حدوث خلل في التوازن بين هذه الأطراف وبالتالي يفشل الحوار، ويتحول إلى مجرد دردشة أو فرصة ليفرض فيها أحد الأطراف شروطه على الطرف الآخر، وثانيها ضرورة وجود إرادة جدية بين الأطراف لإنجاح الحوار، ولابد أن تكون هذه الإرادة قائمة على أسس واقعية بعيدا عن الابتزاز والانتقاص لحقوق الأطراف الأخرى، وثالثها أن تمتلك أطراف الحوار الصلاحية لاتخاذ القرار وأن تكون لديها رؤية واضحة لأهدافها واستراتيجيتها في الحوار، أما المقوم الرابع لنجاح الحوار فهو الإعلان عن الحوار والأطراف المشاركة فيه، والموضوعات التي يتناولها، وأن تكون هناك شفافية بين أطراف الحوار والجماهير المعنية به”.

مستدركا “المعارضة استمرت في الحوار لأنها حريصة على ألا تتحمل مسئولية توقفه، كما أنها استمرت لرجاء تحسن أوضاع وشروط الحوار”.

وفي سؤال وجه له عما إذا كانت السلطة جادة في توحيد وجهات النظر، قال حسين إن “السلطة في الوقت الحاضر تحاول إقناع المقاطعين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وجهودها منصبة على جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وتسعى إلى إدخال المطالبة الدستورية في المساومة مع المعارضة وتريد منها تقديم بعض التنازلات”.

مضيفا “المخرج من الوضع الحالي يتوقف على استراتيجية المعارضة في مواجهة الموقف “…” السلطة لم تقرأ المشهد السياسي بصورة دقيقة وكاملة وقد تفاجأ بما لم تتوقعه. محاولات السلطة للضغط على المعارضة نبه الرموز إلى أن الخلل في الوضع أوسع وأخطر مما كانت تتصوره المعارضة”.

وتطرق حسين إلى الحوار السياسي قائلا: “في جولات الحوار الأولية اتفق فريقا المعارضة مع السلطة على أن يكون الحوار في المضامين وعلى مرحلتين، الأولى أن يكون الحوار في مضمون التعديلات الدستورية، نظام الأحزاب والتعديلات الدستورية، الثانية في آلية إقرار التعديلات الدستورية، وقد تراجع وزير العمل في الحوار الأخير عن كل ذلك، وأكد أن السلطة التنفيذية لا ترغب الحوار في مضامين التعديلات الدستورية ولا تريد تجاوز البرلمان”.

وشدد حسين على ضرورة “التركيز على منهجية التفكير السياسي عند تقييم المعارض”.

واعتبر حسين نموذج جنوب إفريقيا والمغرب من النماذج الناجحة للحوار، مشيرا إلى أن “الأول انتهى بتسلم رئيس المعارضة نيلسون مانديلا رئاسة الدولة، فيما انتهى الحوار في المغرب الذي بدأ في العام 1944 بتسلم عبدالرحمن اليوسفي رئاسة الوزراء في العام ،1998 والثمرة التي حصدتها المغرب من ذلك هي الاستقرار الوطني وكسب السمعة الدولية الطيبة”. وفي المقابل اعتبر حسين تجربة ليبيا والبحرين من التجارب غير المثمرة “فعلى رغم استمرار الحوار فإنه لا توجد أية ثمرة إيجابية”.

وأعطى حسين “الذي كان يرأس اللجنة التحضيرية لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية” خلال المحاضرة نظرة تاريخية على الحوار الوطني في البحرين، وذكر مثلا على ذلك تجربة هيئة الاتحاد الوطني، “تصدت الهيئة للعمل السياسي في تلك الفترة، واستطاعت بعد كفاح الحصول على اعتراف من السلطة بأنها الممثل الشرعي للشعب، ومن الدروس المستفادة من تجربة الهيئة أهمية الاعتماد على الجماهير واتباع الشفافية معها، الالتفاف على العمل الوطني المشترك والتخلص من النزعة الطائفية في معالجة المسائل الوطنية، وأن تكون القيادات بمستوى المسئولية وأن تتصدى لصناعة الحدث”.

ورأى حسين أن “إدارة الهيئة كانت متقدمة نوعا ما على أداء المعارضة في الوقت الحاضر بسبب منهجية الحركة ووضوح الرؤية بشأن المطالب وتوفر الإرادة الجدية في المطالبة بالحقوق”.

وتطرق حسين “الذي كان أحد المعتقلين السياسيين في حوادث التسعينات” إلى تجربة أصحاب المبادرة داخل السجن في العام ،1994 إذ قال: “كانت هذه التجربة متواضعة ولكنها شرسة، لأن الحوار كان مع الجهات الأمنية وتحت ضغوط شديدة، وكان الحوار في تلك الفترة مهم لأنه يتصل بالانتفاضة الشعبية”.

يذكر أن الحوار السياسي بين المعارضة والسلطة بدأ في يونيو/ حزيران الماضي، وتضمن ثلاثة اجتماعات حوارات حتى النآ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى