الوقت: عبدالوهاب حسين داعياً لعدم الزّج بأسماء الفقهاء في المنافسة الانتخابية:

العدد 1251 السبت 2 شعبان 1430 هـ – 25 يوليو 2009

الوقت – ناصر زين:

قال عبدالوهاب حسين ـ معلقاً على اتهام نائب رئيس كتلة الوفاق خليل المرزوق للمقاطعين بمحاولة ”تسقيط الوفاق” ـ إن التسقيط مسألة أخلاقية، وليست سياسية، وأضاف ”ليست لدينا أي مصلحة نبتغيها من خلال التسقيط” معتبراً أن ”هذا التفكير غير واقعي، وساقط فكريا وسياسيا” حسب تعبيره.

أوضح حسين في ندوة عقدت أمس الأول بمجلس أمين عام حركة حق (غير المرخصة) حسن مشيمع إن رؤية ”التحرك الجديد” طرحت منذ البداية التواصل والتشاور مع الوفاق، وقال ”هذا الأمر واضح تماماً لدى الجميع، وبالنسبة لهذه المسألة فهناك رأيان: أما أن يكون واقعيا أو اعتباطيا، فإذا كان اعتباطيا لا يأخذ به العقلاء، وأما إذا كان واقعيا، إذن، كيف أستطيع تبيان قيمة المقاطعة أو المشاركة إذا لم أقم بتقييم الخلل في الخيار الثاني أو العكس أيضاً؟”.

وتابع ‘حينما يأتي أحد أصحاب الرأيين ويقوم بتقييم التجربة أو هذا الخيار فيتهم بأنه يسعى للتسقيط …هذا التفكير غير واقعي’.

كان نائب رئيس كتلة الوفاق النائب خليل المرزوق قد أرجع، ما أسماه ‘محاولة تسقيط الوفاق من قبل عدة أطراف إلى وجود ثلاثة أطراف من ضمنهم من يتبنى منهج مقاطعة الانتخابات، ويريد أن يستمر فيه ويحشد للمقاطعة ويدعو لها، وبالتالي يعمد إلى توهين كل ما قدمته الوفاق داخل المجلس من خلال المشاركة’.

ورداً على سؤال بشأن دور المعارضة هل أصبح مجرد ‘رد فعل’ تجاه ‘الفعل’ من جانب الحكومة، قال حسين ‘لو افترضنا أن المعارضة بجميع أطيافها قد دخلت في البرلمان، فهل يسمح هذا البرلمان لأن تكون المعارضة فعاّلة؟ (…) واضح أن الهيمنة الحكومية على هذا المجلس لا تسمح لأن تكون المعارضة داخله ذات فعل، وهذا ما أثبتته التجربة’ على حد قوله.

ورأى حسين أن ‘خيار المقاطعة هو الذي يسمح للمعارضة بأن يكون دورها وحراكها أفعالاً وليس فقط ردود فعل’ معتبراً أن ‘القول بأن دور المعارضة الحالي، خصوصاً المقاطعين هو رد فعل لا أظن أنه تقييم صحيح (…) نعم المعارضة لم تصل بعد إلى النضج المطلوب، ولكن تستعد الآن لأن تنضج أكثر في المرحلة المقبلة، ونأمل أن تصل إلى مرحلة الفتوة’.

وأضاف ‘بالنسبة لمسألة مشاركة الوفاق في ,2006 اعتقد أن الوفاق حصلت على الدعم الكافي لهذا المشاركة، حيث أن حركة حق أوقفت مشروعها للتحشيد للمقاطعة بعد نصيحة السيستاني بعد أن رأوا المصلحة تتطلب عدم الدعوة للمقاطعة آنذاك، ولا أحد يستطيع اتهام المقاطعين الآن أن لهم دورا في إفشال خيار المشاركة، وإنما ثبُتَ أن الفشل وخيبة الأمل الموجودة نابع من ذات المؤسسة البرلمانية وأدواتها’.

واعتبر حسين أن ‘المؤسسة البرلمانية الحالية لا تستحق الزج بأسماء الفقهاء للترويج لها، أو اللجوء إلى سوء التوظيف، وهذا يتطلب وعيا من الجماهير’، مضيفاً ‘ينبغي على الناس أن يكونوا واعين في خياراتهم’، داعياً كافة المؤمنين إلى إبعاد أسماء الفقهاء للترويج سواء للمشاركة أو المقاطعة، لأن ذلك لا يخدم العلاقة بين الفقهاء والناس، ولا يحفظ المكانة العالية وكرامة المرجعيات الدينية لدى الناس.

وعن اللقاء المرتقب بين ‘التحرك الجديد’ وجمعية الوفاق هل تم التنسيق إليه أم لا، قال حسين ‘الإخوة في الوفاق اتصلوا بالتحرك الجديد وأبدوا استعدادهم للقاء، لكن حتى الآن لم يتصلوا لتحديد موعد للقاء’.

وأشار حسين إلى أن ‘التحرك الجديد’ يعمل حالياً ـ مع حركة حق كحليف استراتيجي – على وضع رؤية بشأن الموقف من لانتخابات ,2010 ولم تقر حتى الآن، حيث سيتم عرضها على بعض الجهات القانونية والسياسي، مؤكداً أن ‘هذه الرؤية – بعد إقرارها – ستعرض على الشيخ حسين نجاتي وبقية العلماء والرموز’.

جماعية القرار

وبشأن خطبة الشيخ حسين النجاتي يوم الجمعة الماضي والتي أثير حولها الكثير من الجدل، قال حسين ‘نحن على تواصل مستمر مع الشيخ النجاتي، والظاهر أن الذي نقل عنه في خطبته ليس دقيقا، وقد استفسرت منه شخصياً عن ذلك، حيث قال إنه دعا في الخطبة إلى مراجعة القرار – سواء المشاركة أو المقاطعة – على ضوء النتائج الحالية’. وتابع حسين ‘النقطة الثانية التي تطرق إليها النجاتي هي: التوافق على هذا القرار، دون استفراد شخص أو جهة به، وإنما يكون بشكل جمعي بين جميع الأطرف على مستوى التيار أو الطائفة، وبناء على هذا التوافق – بحسب النجاتي – قد تصدر فتوى بحرمة المشاركة أو المقاطعة، لمن في النهاية لا بد من التوافق أولاً على أي قرار’.

وعن توقعه بأن تكون انتخابات 2010 مغايرة عن انتخابات .2006

وتابع ‘وفي تقديري أن كلام الشيخ النجاتي يتفق في جوهره مع الشيخ عيسى قاسم في إحدى خطبه، وكذلك تحشيد حركة (حق) للمقاطعة من الآن يدل على أن انتخابات 2010 لن تكون كالانتخابات الماضية، وحتى السلطة تقدر أن الانتخابات المقبلة لن تكون كالسابقة، بل أن حتى المشاركين لديهم هذا التوقع’.

وأردف حسين ‘من جهة المعارضة، لا أحد يستطيع أن يقول للسلطة لا تلعبي سياسة.

وأضاف ‘المعارضة الآن ليست في نضوجها، وإنما هي بعد وليد، إلا أنها بدأ عودها يقوى وتسعى إلى النضوج أكثر، وصولاً إلى مرحلة الفتوة’ وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى