الموقع الرسمي للأستاذ: حفل تدشين دورة الشهيد الصدر في الفكر الإسلامي

اليوم : صباح السبت .
بتاريخ : 29 / جمادى الثانية / 1428هج .
الموافق : 14 / يوليو ـ تموز / 2007م .

كتب حسين الصباغ

في حفل تدشين دورة الشهيد الصدر في الفكر الإسلامي ..
عبدالوهاب حسين : الإسلام الحركي بعيد عن المبررات التي يراد منها مجرد السلامة والغنيمة .

قال الرمز الوطني الأستاذ عبد الوهاب حسين بأن الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ( قدس سره الشريف ) هو أحد أبرز مؤسسي ومنظري الإسلام الحركي في العصر الحديث ، مؤكدا على أن التضحية والمعاناة هما من أبرز ملامح الشخصية الإسلامية الحركية ، وأن الشهيد السعيد محمد باقر الصدر قد أعطى نموذجا جليا ومتكاملا لتلك الشخصية الإسلامية الفذة ، لافتا إلى أن الشهيد السعيد الصدر لم تكن لتعوزه أو تصعب عليه إيجاد المبررات للنأي بنفسه عن الشهادة ، ومنها : قيمته الفكرية العالية في خدمة الإسلام ، والاضطلاع بالمرجعية عن كفاءة ودوره في إصلاحها وتطويرها ، إلا أنه قد اختار الشهادة لأنه صادق مع الله عز وجل ومع دينه ومع الناس ، ولم يبحث لنفسه عن المبررات من أجل السلامة والغنيمة .

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها بقرية المعامير ضمن حفل افتتاح دورة الشهيد السعيد محمد باقر الصدر في الفكر الإسلامي التي ينظمها مركز البحرين الشبابي التابع لجمعية الوفاق بالتعاون مع ملتقى المعامير الالكتروني ، والتي تتضمن دروسا في التفسير الموضوعي للقرآن الكرم وشروحا لما تضمنه مصنفه الشهير ” المدرسة القرآنية ” وذلك في مساء السبت ليلة الأحد بتاريخ : 29 / جمادى الثانية / 1428هج ، الموافق : 14 / يوليو ـ تموز / 2007م .

وقد ابتدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلتها كلمة منسق الدورة مصطفى إبراهيم الذي أوضح فيها طبيعة الدورة وأهدافها المتمثلة في المساهمة في إعطاء الحد الأدنى من الغذاء الفكري الذي يحتاجه الشباب ، بالإضافة إلى شروط المشاركة والالتزامات المترتبة عليها .

الشهيد الصدر عنوان لمشروع المركز

تلت ذلك كلمة رئيس لجنة البرامج بالمركز الشبابي السيد علي السيد هاشم التي تحدث فيها عن أسباب اختيار الشهيد الصدر كعنوان ومادة لمشروع المركز الثقافي، لتكون حاضرة في العديد من مواسم المركز، مبرزا الريادية والفكر الإسلامي الحركي الغزير الذي أبدعه الشهيد الصدر ( رحمه الله ) ثم تطرق السيد علي السيد هاشم إلى أسباب اختيار قرية المعامير بشكل خاص، لافتا إلى أنها قرية أبدت قابلية واستعدادا جيدين لتحقيق التغيير والتطوير النوعي في نشاطها الإسلامي واصفا تعاون المؤسسات المختلفة في القرية بالمرن والطيب الذي يساهم في تحقيق المصلحة العامة لأبناء القرية، كما دعا السيد علي السيد هاشم المشاركين في القرية إلى ان يكونوا القيادات المستقبلية التي تتسلم المراكز الأولى من خلال كفاءتها العلمية والأخلاقية و ذلك عبر البناء المعرفي المتين، متمنيا أن تكون دورة الشهيد الصدر في الفكر الإسلامي إضافة إلى المشهد الثقافي في البحرين، والذي بات بحاجة إلى المزيد من الجهود والكثير من المراجعة والتدقيق .

ثم أتبع الحفل بمقطع فيديو للشهيد الصدر مدته خمس دقائق، يحكي قصة قبر الشهيد وإخفاءه في زمن النظام الصدامي البائد وعودة القبر وذكرى صاحبه بعد المحنة العراقية، ليلقي إثر ذلك شاعر القرية الأستاذ جعفر علي يعقوب قصيدة يترنم فيها بالشهيد الصدر وألقه وسناه في القلوب والأنفس .

الصدر يوجه طلبته لدراسة الفلسفة والفكر

ثم كانت الكلمة الرئيسة للأستاذ عبد الوهاب حسين الذي تحدث فيها عن دور الحوزة العلمية في النجف الأشرف في عهد الشهيد الصدر ( رحمه الله ) وأشار إلى أن الحوزة كانت تهتم بتدريس الفقه وأصوله وعلم الحديث والرجال ولم تكن تولي ذلك الاهتمام المطلوب لتدريس الفلسفة والفكر والدراسات الإسلامية المتنوعة ، الأمر الذي كان الشهيد السعيد الصدر ( قدس سره الشريف ) يرى عدم صحته ويوجه إلى ضرورة الاهتمام في الحوزات العلمية بجوانب الفكر والدراسات الإسلامية ، ولهذا وجه طلبته إلى مدارسة مصنفه الشهير ” فلسفتنا ” وقد ذكر الأستاذ أقصوصة تتحدث عن تجمع عدد من طلبة الشهيد الصدر في منزل آية الله السيد كاظم الحائري – وهو أحد أبرز تلامذته آنذاك – استجابة لطلب الشهيد السعيد ، ليتفاجأ الجميع بطرق الشهيد السعيد الصدر لباب المنزل ودخوله المنزل وحضوره المجلس قبل أن تبدأ مدارسة الكتاب ليقول لهم : ” إني إنما حضرت الآن هذا المجلس لأني أعتقد أنه لا يوجد الآن مجلس أفضل عند الله من مجلسكم هذا الذي تتباحثون فيه في المعارف الإسلامية فأحببت أن أحضر هذا المجلس الذي هو أفضل المجالس عند الله ” .

وتحدث الأستاذ عبد الوهاب حسين أيضا حول أهمية المشروع الثقافي في دوامة المشاريع الأخرى واصفا إياه بالمشروع الإمام لأي مشروع آخر في المجتمع والدولة ، قائلا في هذا الشأن : ( لا قيمة للمشاريع السياسية والاقتصادية ما لم تكن مأمومة بالمشروع الثقافي ، لأن كل تلك المشاريع إن لم تكن تحت قيادة المشروع الثقافي فإنها سوف تكون مشاريع سطحية فاقدة لقيمتها الإنسانية ) ولكن الأستاذ عبدالوهاب حسين عاد ليوضح أن المشروع الثقافي في المجتمع والدولة محتاج في حقيقة الأمر إلى مشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية تحميه وتحفظه ، ومن دونها يكون من السهولة القضاء على المشروع الثقافي ، موضحا أهمية الوعي بالإسلام الحركي الذي يمثل الشهيد السعيد الصدر ( قدس سره الشريف ) أحد أبرز المنظرين والمؤسسين إليه ، وأحد نماذجه الناصعة .

طرح الصدر الحركي هو العلة في شهادته

وفي الوقت الذي أكد فيه الأستاذ عبد الوهاب حسين على أن الشهادة قد منعت اكتمال مشروع الشهيد السعيد الصدر ( قدس سره الشريف ) في أن يظهر بجميع ملامحه ، أكد أن الشهيد كان نموذجا ناصعا عالي الوضوح للتأطر بإطار الإسلام الحركي المصحوب بالمعانات والآلام ، لافتا إلى أن طرح الشهيد الصدر الحركي هو العلة في شهادته ، وقد أوضح الأستاذ قيمة الطرح للإسلام الحركي والتمسك العملي به ، واصفا في هذا الشأن ما قدمه الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) للإسلام العظيم ، بأنه أكبر مما قدمه مجموع الفقهاء طيلة الغيبة الكبرى، وأن ما قدمه حزب الله في لبنان من نجاحات وانتصارات إنما يعود إلى بركة طرح الإسلام الحركي والتمسك به على الدوام .

وتحدث الأستاذ عبد الوهاب حسين حول الشأن المحلي مؤكدا على الأثر الإيجابي الكبير للخطاب الإسلامي الحركي في فترة الانتفاضة الشعبية في التسعينات ، حيث امتلأت المساجد والمآتم والفعاليات الدينية بالناس والشباب ، وظهرت المواكب العزائية الألوفية اللافتة في مدن وقرى البحرين ، مرجعا تقهقر كل تلك المظاهر في الآونة الأخيرة إلى التقهقر في الخطاب الإسلامي وعدم التمسك الجدي بالإسلام الحركي .

لو أراد الشهيد الصدر المبررات لما كان عاجزا

وكشف الأستاذ عبد الوهاب عن مواصفات الإسلام الحركي الحقيقية قائلا : الإسلام الحركي بعيد كل البعد عن المبررات التي يراد منها مجرد السلامة والغنيمة، وهذا ما جسده بوضوح تام الإمام الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره الشريف ) ومنه يمكن أن نتعلم دروس الصدق والإخلاص في العبودية إلى الله ذي الجلال والإكرام وبهما يمكن الوصول إلى القرب الحقيقي منه سبحانه وتعالى عما يصف الظالمون ، لافتا إلى أن الشهيد السعيد الصدر ( قدس سره الشريف ) لو أراد المبررات التي يقبلها الناس منه ويستحسنوها للبقاء على قيد الحياة والتمتع بطول البقاء والعيش بين الناس عالما ومرجعا والنأي بنفسه عن الشهادة ، فإنها لم تكن لتعوزه أو يصعب عليه إيجادها ، ومنها : قيمته الفكرية العالية في خدمة الإسلام الحنيف ، والاضطلاع بمسؤوليات المرجعية عن كفاءة واقتدار ودوره في إصلاحها وتطويرها وتقديم الخدمات الفذة للمجتمع الإسلامي ، إلا أنه قد اختار الشهادة وقدمها على غيرها لأنه صادق مع الله عز وجل ومع دينه ومع الناس ، ولم يبحث لنفسه عن المبررات من أجل السلامة والغنيمة ، مؤكدا على أن ذلك الخط الذي انتهجه الشهيد السعيد الصدر ( قدس سره الشريف ) يوضح بشدة كيف أنه كان يبحث عن رضا الله عز وجل بصدق وإخلاص لا عن رضا الناس ، ومذكرا بجسده الشريف الذي أبت الأرض أن تأكل منه شيئا فبقي على حاله كرامة له وتثبيتا لمقام الصدق والإخلاص في العبودية إلى الله ذي الجلال والإكرام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى