الإجابة على أسئلة مجلة على خطى القائم – حول يوم القدس العالمي

الموضوع : حوار مع الأستاذ عبد الوهاب حسين حول يوم القدس العالمي .
الطرف الذي أجرى الحوار : ( مجلة : على خطى القائم ) .
التاريخ : 25 / شعبان / 1425 هـ .
الموافق : 10 / أكتوبر – تشرين الأول / 2004 م .

المدخل : يقول الإمام الخميني العظيم : ” إننا نعتقد بوجوب اتحاد المسلمين معا ، وأن يلطموا بقبضاتهم فم أمريكا وإسرائيل .. ” .

وعلى ضوء ذلك : قام السيد الإمام ( رضوان الله عليه ) بإعلان يوم القدس العالمي .. وقد أكد : أن يوم القدس العالمي يشكل التعبير المباشر عن محورية قضية القدس في فكره ومنهج قيادته للأمة الإسلامية .

السؤال ( 1 ) : كيف تكون قضية القدس قضية محورية ؟ وما السر في ذلك ؟

الجواب ( 1 ) : هناك ثلاثة أبعاد رئيسية في القضية الفلسطينية .. يكمن الجواب في معرفتها :

البعد الأول – هو البعد الوطني الفلسطيني : وفيه أن قضية فلسطين .. هي قضية شعب عربي مسلم مظلوم ، احتل الكيان الصهيوني أرضه وشرده من وطنه ، ويرتكب كل يوم المجازر والمذابح بحق أبنائه .. بغطاء أمريكي وأسلحة أمريكية ، وللشعب الفلسطيني كامل الحق في رد العدوان والسعي لتحرير كامل التراب الفلسطيني ، ويجب على كافة المسلمين مساندته حتى يتمكن من تحقيق ذلك الهدف المقدس العظيم .

البعد الثاني – هو البعد الإسلامي : ونكتشف هذا البعد من خلال تاريخ رسالات الأنبياء في القدس .. ثم من رحلة الإسراء ، حيث أسري بالرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .. وجمع الله سبحانه وتعالى له الأنبياء هناك وصلى بهم إماما .

وقد كشفت هذه الرحلة عن مجموعة حقائق .. منها الحقائق التالية :

الحقيقة الأولى : المكانة العالية المرموقة للمسجد الأقصى في الإسلام .

الحقيقة الثانية : أن مكانة المسجد الأقصى ترتبط بتاريخ الأنبياء ورسالتهم في الحياة .

الحقيقة الثالثة : أن رسالة الرسول الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .. هي امتداد لرسالات الأنبياء السابقين ومكملة لها وخاتمتها .

الحقيقة الرابعة : أن الأمة الإسلامية .. هي امتداد للأمم الأنبياء السابقين ، وأنها تحمل رسالتهم في الحياة .. وتحافظ على تراثهم وتصون مقدساتهم .

الحقيقة الخامسة : أن المسجد الحرام والمسجد الأقصى يرتبطان بمصير مشترك واحد .. ولا يصح التفريق بينهما .

والخلاصة : أن قضية القدس – حسب هذا البعد – قضية إسلامية حضارية ، وقضية رسالة سماوية يحملها المسلمون إلى العالم ، وأن سيطرة الكيان الصهيوني الغاصب على القدس والمسجد الأقصى .. فيه اعتداء على المقدسات الإسلامية ، وفيه مصادرة وتعطيل للدور الرسالي للأمة الإسلامية ، وهذه مسألة وجود في غاية الأهمية والخطورة .. ولا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال .

البعد الثالث – البعد المعنوي : إن احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين العزيزة ، يمس بصورة مباشرة المكانة المعنوية للأمة الإسلامية ، ويصيبها بالذل والمهانة ، فهي أمة ذليلة مهانة لا مكان لها تحت الشمس ، ما دامت أرض فلسطين العزيزة والقدس الشريف في أيدي الصهاينة الأرجاس ، ولن تسترد الأمة الإسلامية مكانتها ودورها في الحياة ، إلا إذا نجحت في تحرير فلسطين العزيزة والقدس الشريف من براثن الصهاينة .. وهذا ما يجب عليها القيام به مهما كان الثمن !! ولا يجوز لها التخلي عنه تحت أي عنوان من العناوين المضللة .. أو تحت تأثير عوامل الضعف البشري .

السؤال ( 2 ) : برأيكم .. ما هي الأبعاد في إعلان يوم القدس العالمي ، وذلك على ضوء نهج الإمام الخميني الفقهي والعرفاني والسياسي ؟

الجواب ( 2 ) : أرجو أن أوفق في الإجابة على هذا السؤال الكبير ، بحسب مستواي المتواضع .. جدا .. جدا .. وقصر الباع في هذا الميدان العظيم ..

أولا – من الناحية الفقهية : فيها النقاط التالية ..

النقطة الأولى : يجب على كافة المسلمين وجوبا كفائيا تحرير كل أرض إسلامية محتلة .. وبالتالي : فإن تحرير أرض فلسطين ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم .. وإنما هي مسؤولية كافة المسلمين ، وإن كان الفلسطينيون يمثلون رأس الحربة والصف الأول في هذه المسؤولية ، ويجب على كافة المسلمين تقديم كل أشكال الدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف المقدس العظيم .

النقطة الثانية : يحرم على المسلمين السماح للأجانب بالتدخل غير المشروع في شؤونهم الداخلية والإضرار بأوضاعهم المادية والمعنوية .

النقطة الثالثة : لا يجوز للمسلمين أن يسمحوا لغير المسلمين بإذلالهم وتعطيل دورهم الرسالي في الحياة .

ثانيا – من الناحية العرفانية : الثقة الكاملة بالله تعالى ووعده الحق الذي وعد به عباده الصالحين .. ومن ذلك : الاطمئنان للنهاية السعيدة التي يؤول إليها أمر الجهاد والمجاهدين ، والحقيقة المشؤومة التي يؤول إليها أمر المتقاعسين والمتخاذلين في الدنيا والآخرة ، والخزي والعار الذي يصيب الله تعالى به أعداءه في الدنيا .. والنهاية المشؤومة والشقاء الأبدي الذي يؤول إليه أمرهم في الآخرة ..

وقد ترتب على ذلك النتائج التالية ..

النتيجة الأولى : البصيرة النافذة في أمور الدنيا والدين وطرق الجهاد والدعوة إلى الله تعالى ، وتقديم القيم المعنوية وتفضيلها على القيم المادية ، والصدق في الالتزام بالتكليف الشرعي بغض النظر عن النتائج الأخرى التي تصيب الإنسان في النفس والمال والأهل والولد ، والقدوة الحسنة في ذلك سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام .

النتيجة الثانية : القوة والصلابة والاستمرارية في المواقف ، بحيث لا تأخذ الإنسان المؤمن المجاهد لومة لائم في الحق .

النتيجة الثالثة : الهيبة في قلوب الأعداء والظفر بهم والانتصار عليهم .

النتيجة الرابعة : المحبة في قلوب المؤمنين وكسب ثقتهم والتأثير فيهم والحظوة عندهم .

النتيجة الخامسة : التواضع الجم لله تعالى ونسبة النصر إلي الله تعالى ، والاعتراف بدور الجماهير والمجاهدين .. ونكران الذات ، وقد تميز الإمام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ) بأننا لم نرى لذاته أي ظهور في الجهاد .

ثالثا – من الناحية السياسية : وفيها النقاط التالية ..

النقطة الأولى : إيمان الإمام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ) بالدور المحوري للجماهير في ساحة الصراع والتعويل عليهم – بعد الله تعالى – في تحقيق المهام الكبيرة ، وعدم السماح بتهميش دورهم في كافة المراحل ..

وأعتقد : بأن علاقة الإمام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ) مع الجماهير ، ذات صلة وثيقة وجوهرية بمنهجه العرفاني الذي الزمه التواضع الجم ونكران الذات والعدالة الحادة التي تعطي كل ذي حق حقه ولا تسمح للنفس بأن تبخس الناس أشياءهم .. فضلا عن سرقة حقوقهم وثمار جهودهم .

النقطة الثانية : إيمانه بالوحدة الإسلامية ووحدة معركة المستضعفين ضد المستكبرين في الأرض ، وتجسيد هذا المنهج الرباني الشامخ في الأقوال والأفعال .. وتفعيله على أرض الواقع بقوة الإرادة والعزيمة ، ولم تضعف نفسه أمام الأخطار والمغريات .. ولم تأخذه في الله لومة لائم .

النقطة الثالثة : إيمانه بضرورة المقاومة الشاملة لاسترداد الحق الإسلامي من المستكبرين في الأرض وقوى الاستكبار العالمي .

النقطة الرابعة : إدراكه للقصور في رؤية المناهج الوضعية للأبعاد الدينية والمعنوية للقضية الفلسطينية .. وعدم قدرتها على تحرير فلسطين ، وتعويله بالدرجة الأولى على منهجية الجهاد الإسلامي ، رغم انه قدم الدعم والمساندة المادية والمعنوية لكل من ساهم في خدمة القضية الفلسطينية .. حتى من يختلف معهم في التوجه الفكري والسياسي ، إيمانا منه بضرورة التركيز على جوهر القضية والسعي لتوحيد فصائل المقاومة .

السؤال ( 3 ) : إلى أي مدى ساهم انتصار الثورة الإسلامية في إيران في دعم القضية الفلسطينية ؟

الجواب ( 3 ) : لقد ساهمت الثورة الإسلامية في إيران في دعم القضية الفلسطينية من عدة وجوه ..

الوجه الأول : التبني المطلق للقضية الفلسطينية .. وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني بأي وجه من الوجوه : السياسية والقانونية والعملية ، وتقديم الدعم الشامل : المادي والمعنوي والإعلامي ( المنقطع النظير ) لكافة الفصائل الفلسطينية المجاهدة .. حتى الذين لا ينسجمون مع خطها الفكري والسياسي ، التزاما منها بجوهر القضية والسعي لتوحيد الجهود والفصائل لتحقيق الهدف الكبير .

الوجه الثاني : تصدير المنهج الإسلامي في الصمود والجهاد ضد المحتلين وقوى الاستكبار العالمي .. كما هو الحال في فصائل المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين .

الوجه الثالث : تقديم القدوة الحسنة في الصمود والجهاد والإخلاص إلى الله تعالى .. وتحقيق النصر وفق المنهج الإسلامي الرباني العظيم .

السؤال ( 4 ) : برأيكم ما مدى تأثير التظاهرات والمسيرات السلمية على الكيان الغاصب والشيطان الأكبر ؟ وهل لها ذلك التأثير الملموس ؟

الجواب ( 4 ) : أوجه تأثير التظاهرات والمسيرات ومختلف أشكال الدعم الشعبي كثيرة .. منها :

أولا – التعبئة الجماهيرية وتنمية الروح المعنوية لرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني والتدخل الأجنبي في البلاد الإسلامية .. والزج بالجماهير في ساحة الصراع والمقاومة ، ومن شأن ذلك أن يدخل اليأس لدى القوى العظمى والاستكبار العالمي والكيان الصهيوني من أن يكون لهم أي مستقبل سياسي في المنطقة .

ثانيا – تهيئة الجماهير في الدول العربية والإسلامية لتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للمجاهدين في فلسطين ، مما يرفع الروح المعنوية لديهم ويشعرهم بأنهم ليسوا وحيدين في المعركة .

ثالثا – الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لوقف مسلسل التنازلات وعدم التمادي فيه .. تمهيدا لإلغائه .

السؤال ( 5 ) : لمن أتيحت له فرصة المشاركة في هذا اليوم التاريخي ولم يشارك .. هل يعد ذلك مخالفة للدين وخيانة للأمة ومشاركة لليهود ؟

الجواب ( 5 ) : يقول الإمام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ) : ” وفي يوم القدس نتعرف على الأشخاص والأنظمة التي تتوافق مع المخربين العالميين والتي تخالف الإسلام . فالذين لا يشاركون في مراسم هذا اليوم مخالفون للإسلام ومؤيدون لإسرائيل ، والمشاركون فيها ملتزمون وموافقون للإسلام ومخالفون لأعدائه وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل . في يوم القدس يمتاز الحق عن الباطل وينفصل الحق عن الباطل ” . ( مجلة : الثقافة الإسلامية . العدد 48 . رمضان – شوال 1413 . آذار – نيسان 1993 . ص 11 ) .

السؤال ( 6 ) : هل ساهم يوم القدس العالمي في تأصيل مفهوم الوحدة الإسلامية ؟

الجواب ( 6 ) : نعم بكل تأكيد .. لقد ساهم يوم القدس العالمي في تأصيل الوحدة الإسلامية ، لأنه يجمع المسلمين حول واحدة من أهم القضايا الإسلامية الجوهرية الكبيرة .. وهي قضية فلسطين ، ويعمل على تنمية الوعي الإسلامي وتحريك الوجدان للالتفاف حولها والالتحام معها وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لها ، وينمي الوعي الفكري والسياسي والأخلاقي بوحدة المصير بين المسلمين والمستضعفين في الأرض ، ويعطي نموذجا رائعا لمفهوم الوحدة الإسلامية والعمل المشترك بين المسلمين والمستضعفين من أجل تحرير أنفسهم من الطواغيت والمستبدين وقوى الاستكبار العالمي .. والحصول على حقوقهم المشروعة في الحياة .

السؤال ( 7 ) : النفط سلاح الحكومات في مواجهة الكيان الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي .. والمقاطعة سلاح الشعوب . ما هو تعليقكم على ذلك ؟

الجواب ( 7 ) : نعم لو أرادت الحكومات أن تكون جادة بشأن تحرير فلسطين وخدمة القضايا الجوهرية العربية والإسلامية ، فإن النفط يمكن أن يمثل سلاحا مهما في المعركة ، ولكن الحكومات العربية والإسلامية – ما عدا الجمهورية الإسلامية – غير مستعدة لذلك ، وتطرح تحت تأثير الهيمنة الأمريكية والغربية شعار .. تحييد النفط وعدم الزج به في المعركة ، وأنا يائس تماما من حالة الحكومات العربية في الشفاء .. وقد بينت ذلك في كثير من المناسبات .

أما عن سلاح المقاطعة : فهو فعلا أحد أسلحة الشعوب في المقاومة والممانعة ، ولكن موقف الشعوب ضعيف من الناحية العملية .. وذلك : لأن الحكومات تسعي بكل وسيلة تحت تأثير الهيمنة الأمريكية والغربية إلى شل حركة التضامن الشعبي مع المجاهدين الفلسطينيين ومقاومة الكيان الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي والتدخلات الأجنبية في البلاد الإسلامية ، فهي من هذه الناحية : تسعى – خلافا لإرادة الشعوب – لإغراق الأسواق العربية والإسلامية بالسلع التي ترغب الشعوب في مقاطعتها ، ولا تسعى لتوفير السلع البديلة – كما ترغب الشعوب في ذلك .

والمطلوب من الشعوب العربية والإسلامية .. التالي :

أولا – أن تسعى بأقصى ما تستطيع في استمرار قرار المقاطعة مهما حاصرتها الحكومات .. وأن تصمد في ذلك أقصى درجات الصمود ، وهذا جزء من الامتحان وتدريب الإرادة والتحلي بالعزة والكرامة .. التي ينتصر فيها العقل على الشهوة .

ثانيا – أن تسعى بجدية لإحداث إصلاحات داخلية جوهرية وشاملة للحد من الدكتاتورية والاستبداد .. بحيث تملك الشعوب القرار الوطني بنفسها ، ولا تسمح أبدا بمصادرة هذا الحق .. لأن السماح بذلك يعني : السماح بمصادرة العزة والكرامة والمكانة المعنوية والدور الرسالي ، ويؤدي إلى الضعف والتخلف وضياع المصالح الجوهرية للشعوب .

لقد قلت مرارا : بأن الشعوب العربية والإسلامية .. لن تستطيع أن تسترد مكانتها المعنوية ودورها الرسالي في الحياة ، ولن تستطيع أن تحقق إنجازات جوهرية كبيرة على الساحة المحلية أو الإقليمية أو الدولية ، ما لم تنجح في تحقيق الإصلاح الداخلي الذي تتخلص فيه من الدكتاتورية والاستبداد ، وما لم تنجح في تحقق استقلالها الفعلي : فكريا وسياسيا واقتصاديا عن قوى الاستكبار العالمي .. وهذا ما أريد أن أأكده في هذه المناسبة أيضا .

السؤال ( 8 ) : إن إزالة الأنظمة العربية الفاسدة يعني إزالة الكيان الصهيوني الغاصب من المنطقة . هل تعتقد بذلك ؟

الجواب ( 8 ) : لقد أجبت على هذا السؤال بالإجابة على السؤال السابق .

السؤال ( 9 ) : في رأيكم .. هل إن المشروع الصهيوني مقتصر على احتلال القدس ؟ أم إن المخطط أكبر من ذلك ؟

الجواب ( 9 ) : بالطبع المخطط أكبر ، فالحلم الصهيوني .. هو : ( إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ) ، وهو حلم كان من الممكن أن يتحقق لو ترك الأمر لتقاعس وتنازلات الحكومات العربية والإسلامية ، والفضل في إبطال هذا الحلم يعود إلى الحركات الشعبية الثورية في داخل فلسطين وخارجها .

والكيان الصهيوني يسعى في الوقت الحاضر بدعم أمريكي وغربي إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني وتطبيع علاقاته مع الدول العربية والإسلامية .. ليفرض هيمنته الكاملة عليها ، ولا توجد أي مشكلة تقف في وجه أمريكا والكيان الصهيوني من جهة الحكومات ، وإنما المشكلة كل المشكلة – كما أثبتت التجربة مع الدول التي سعت للتطبيع – هي الشعوب ، ولهذا تسعي أمريكا المجرمة للالتفاف على الشعوب وخداعها من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير ، حيث تسعى لاستغلال ضيق الشعوب من استبداد الحكومات وظلمها المستطير ، فتعد الشعوب بالديمقراطية وتخليصها من دكتاتورية الحكومات واستبدادها ، في مقابل أن تعترف الشعوب بالكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين العزيزة ، وتقبل بتطبيع العلاقات معه – كما هو واضح من التجربة في العراق الجريح – ولن تنخدع الشعوب بالمكر الأمريكي السيئ ، وسوف تلقي بدعاة المشروع الأمريكي .. في مزبلة التأريخ وبئس المصير .

السؤال ( 10 ) : وأخيرا .. ماذا تقدمون لنا من نصائح بخصوص هذا الموضوع ؟

الجواب ( 10 ) : أنصح بالتالي ..

أولا – الحرص على الدين والتمسك بالمنهج الإسلامي في الحياة والجهاد .

ثانيا – الحرص على الوحدة الإسلامية وتوحيد معركة المستضعفين ضد المستكبرين في العالم والحذر من تجزئة المعركة والمصير .

قال الله تعالى : { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } ( الأنفال : 73 )

ثالثا – الحرص الشديد على إحداث إصلاحات داخلية جوهرية في البلاد العربية والإسلامية ، لأن النجاح في تحقيق أي أهداف كبيرة داخلية أو خارجية يتوقف علي ذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى