الإجابة على أسئلة مجلة الطف تصدرها مجموعة أنوار الولاية بالعكر

الموضوع : حوار مع الأستاذ عبد الوهاب حسين مع مجلة الطف .
الطرف الذي أجرى الحوار : ( مجموعة أنوار الولاية بالعكر ) .
التاريخ : 23 / رجب / 1428هج .
الموافق : 7 / أغسطس ـ آب / 2007م

السيد الفاضل / المجاهد الأستاذ عبد الوهاب حسين حفظه الله ورعاه
تحية إيمانية وبعد ،،،

يشرفنا أن نرفع لجنابكم الكريم خطابنا هذا رغبة منا وطمعا في استقطاب مداد قلمكم الحسيني ، كما يسعدنا أن تحوي صفحات المجلة التي تصدرها الطف مجموعة أنوار الولاية للعمل الإسلامي بالعكر في عددها المقبل لشهر محرم الحرام ، يسعدنا أن تجيبوا على الأسئلة الآتية :

  1. كيف كان منبر الشيخ الجمري الخطابي ؟
  2. كيف كان تعامل المجتمع مع طرح الشيخ الجمري المنبري ؟
  3. ما هي أهم المواقف التي كانت لكم مع الشيخ الجمري ؟
  4. لما لكم من علاقة وطيدة مع الشيخ الجمري ( قدس سره ) ولسماحتكم أن تكشفوا لنا عن الرؤية والتطلعات التي كان يراها الشيخ ويدعو لها .

وإننا إذ نعتز بمساهمتكم معنا في إبراز تراث علمائنا وجهادهم الطويل ، فإننا نفتخر بخدمتنا لخدام المنبر الحسيني المقدس .

ودعائنا لكم بالموفقية

هيئة تحرير الطف

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،

بعد الشكر والدعاء لكم بالتوفيق والتسديد من لدن العليم الخبير ، هذه إجابتي على الأسئلة التي تفضلتم بتوجيهها لي ..

الجواب ( 1 ) : لست متخصصا بتفكيك الخطاب وتحليله فنيا كخطاب ، وارتباطي بالعمل الإسلامي والوطني مع سماحة الشيخ الجمري ( رحمه الله ) بدأ كما تعلمون في عام : ( 1994 ) ولم أوفق قبل هذا التأريخ لسماع خطاباته كثيرا ، لأنه لم يكن له قبل هذا التاريخ خطابا سياسيا معروفا ، ولم أسكن في المناطق التي كان يمارس فيها الخطابة ، ولم يتواجد سماحته كخطيب في المنطقة التي اسكن فيها إلا قليلا أو نادرا ، وفي الفترة التي ارتبطت فيها مع سماحته كان قد انقطع عن الخطابة المنبرية ، وما عرفته عن خطابه المنبري أنه كان متأثرا بالثقافة الحوزوية التقليدية ( الفقه والأصول والرجال والتفسير والعقائد والسيرة وغيرها ) وكان رجلا طموحا وله حسا ثوريا ، وكان يطمح إلى التغيير والإصلاح السياسي ويسعى إليهما ، وكان يتمتع بروح العزة والشموخ والكرامة وبروح وطنية عالية ، وقد انعكس ذلك كله بوضوح على خطابه الفكري والسياسي : الإسلامي والوطني ، فكان يطرح المسائل الإسلامية والوطنية بقوة يظهر فيها الحماس والعنفوان ، وتتجلي فيها الأخلاق والمبادئ والقيم الدينية والإنسانية ، فخطابه كان يتضمن القضايا الإسلامية الدينية والفكرية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية ، ويغلب عليه الاستشهاد العقلي وبالتاريخ وسيرة أهل البيت ( عليهم السلام ) وكان شديد التعلق بأهل البيت ( عليهم السلام ) والمحبة الشديد إليهم إلى درجة العشق ، وقد برز في خطابه الرثائي سمات الطورين : البحراني والعراقي ، وكان يمارسهما بمهنية عالية ، لاسيما الطور البحراني الذي تدرب عليه مهنيا على يد الخطيب البارع عمه الملا عطية ( رحمه الله ) وكان شديد التأثر به إلى آخر حياته ، إلى درجة أن رثائياته بصوته كانت أنسه بحق في وحدة السجن ووحشته ، فكان يستمع إلى أشرطته الرثائية على انفراد في السجن ويبكي بحرقة وشوق ، وكان لا يخفي شوقه إلى النمبر الحسيني ، الذي ارتبط وتعلق به منذ طفولته ، ويرى بأنه حرم منه بغير إرادته واختياره ، وكنا نجلس إليه في السجن في أوقات وفيات أهل البيت ( عليهم السلام ) ويقوم بالرثاء بالطريقة المهنية التي كان يمارسها فوق المنبر في خارج السجن ، وكان يفعل ذلك برغبة وحماس شديد ، وكانت من أسعد ساعات السجن بالنسبة إليه بحسب تقديري .

الجواب ( 2 ) : المجتمع في البحرين عموما كـان ينظـر إلى سماحـة الشيخ الجمري ( رحمه الله ) كواحد من علماء الصف الأول في البحرين ، ومن رواد المنبر الحسيني والوعي الإسلامي المتقدم ، رغم بعض الصعوبات التي واجهته قبل الانتفاضة ، وكان يُتعامل معه على هذا الأساس ، وكان لسماحته دورا فعالا في نشر الوعي والالتزام الإسلامي في البحرين ، كما لعب دورا رياديا متميزا بعد التصدي السياسي القيادي في الساحة الوطنية في نشر الوعي السياسي والحقوقي بين المواطنين وتحريك الجماهير للمطالبة بحقوقها الوطنية والإنسانية ودفع العمل الوطني المشترك إلى الأمام ، وقد وجدت الجماهير في خطاب سماحته التعبير الصادق عن همومها وقضاياها ومطالبها السياسية والحقوقية الوطنية والإنسانية المشروعة ، وهكذا كان .

الجواب ( 3 ) : قبل أن ارتبط بالعمل الإسلامي مع سماحة الشيخ الجمري ( رحمه الله ) كنت أزور سماحته في المناسبات كالأعياد ، وبعد الارتباط بالعمل الإسلامي معه ، عشت معه تجربة الهم الإسلامي والوطني المشترك ، وتجربة الانتفاضة والسجن والمبادرة ، ثم تجربة ما بعد الميثاق إلى مرضه ووفاته ( رحمه الله ) وكان سماحته يتميز بروح منفتحة ووجدان صادق مع إخوانه ، وكان كريما جوادا ، وكان كثير التشاور والتعاون والمواساة لإخوانه ، وكان طموحا عزيز النفس أبيا غضوبا إذا مست عزته أو كرامته ، وكان ينتفض كالأسد الهزبر في وجه كل من كان إذا تًجاوز الحد في الاعتداء على عزته وكرامته ، أو عزة شعبه وناسه وكرامتهم ، وكان متسامحا إلى درجة عالية فيما يتعلق بحقوقه الشخصية ، وهذه السمات في شخصيته كانت من أسس نجاحه في قيادة الانتفاضة رغم كل السلبيات التي يمكن أن تطرح هنا أو هناك .

الجواب ( 4 ) : كان سماحة الشيح الجمري يحمل رؤية إسلامية صافية ، ويتطلع إلى مجتمع إسلامي واعي يعيش الإسلام على المستويين : النظري والتطبيقي ، وكان يتطلع من الناحية السياسية : إلى العدالة والحرية والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة المواطنين ، وإلى المشاركة الشعبية السياسية الفعلية في صناعة القرار ، وكان يؤمن بالوحدة الإسلامية والوطنية ويتطلع إليهما ويعمل من أجلهما عن إيمان وقناعة ، وكان حريصا كل الحرص على وحدة صفوف المؤمنين ووحدة كلمتهم ، وكان يعمل ويضحى من أجل ذلك .

وختاما : رحم الله سماحة الشيخ الجمري وأسكنه الفسيح من جناته مع من كان يحبهم ويتولاهم وعمل في خدمة قضيتهم طوال حياته منذ نعومة أظفاره ،،،

وتفضلوا أيها الأحبة الأعزاء بتقبل تحياتي ،،،
وعذرا عن كل خطأ أو تقصير أو إسراف ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،
أخوكم المحب لكم : عبد الوهاب حسين .
التاريخ : 23 / رجب / 1428هج .
الموافق : 7 / أغسطس ـ آب / 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى