الإجابة على أسئلة المجلة الثقافية الخيرية لقرية المصلى

الموضوع : أجوبة الأستاذ على أسئلة المجلة الثقافية الخيرية لقرية المصلى .
التاريخ : 3 / رجب / 1427هـ .
الموافق : 29 / يوليو ـ تموز / 2006م .
إلى الأستاذ العزيز أبو حسين .

بعد السلام والتحية .

هذه الأسئلة المقدمة من المجلة الثقافية الخيرية الخاصة بقرية المصلى والتي ستصدر في شهر شعبان القادم … مع رجائنا الاختصار في الإجابات لأن المساحة المعطاة في المجلة محدودة ولكم منا جزيل الشكر .

السؤال ( 1 ) : قد آلمنا سماع خبر الانتكاسة الصحية التي ألمت بجنابكم ، ثم حمدنا الله على تماثلكم للشفاء .. فنبدأ معكم بسؤالكم عن أخباركم الصحية ؟
الجواب ( 1 ) : حالتي الصحية مستقرة ولله الحمد ، ولا يوجد ما هو مثير للقلق إن شاء الله تعالى .
السؤال ( 2 ) : بدأنا نحس بأن الجمود قد أطبق على الحراك السياسي على مستوى ساحتنا المحلية .. فهل تشاركونا هذا الشعور؟ وما هي أهم أسباب هذا الجمود ؟
الجواب ( 2 ) : قلت في مناسبات سابقة : بأن القوى السياسية البحرينية وصلت فيما قبل انتفاضة الكرامة الشعبية المباركة ( نوفمبر / 1994 ) إلى حالة يأس من قدرتها على التغيير والإتيان بالإصلاح السياسي إلى البلاد .. ودخلت في حالة موت سريري . ثم جاءت الانتفاضة المباركة وبعثت فيها الحياة من جديد ، وخلقت الأرضية لظهور قوى سياسية جديدة ما كان لها لتوجد لولا الانتفاضة المباركة وميثاق العمل الوطني الذي هو أحد ثمار الانتفاضة .. ومع ذلك : تنكرت بعض تلك القوى لخط الانتفاضة ومنهجها وحاربتهما ولا تزال . وقد جعلت الانتفاضة المباركة من المعارضة في البحرين نموذجا متميزا وفي مقدمة قوى المعارضة المؤثرة في العالم العربي . كما هيأت مع ميثاق العمل الوطني لها الأرضية لتعزيز مكانتها ودورها على الساحة الوطنية ، وأتاحا لها الفرصة للحصول على مكاسب وطنية جديدة بدون الحاجة إلى تقديم تضحيات إضافية .. وكل ما كان عليها هو : أن تحسن أداء دورها فقط . إلا أن النتيجة التي نجدها ماثلة أمام أعيننا اليوم هي التصفية المعنوية للمعارضة على يد المعارضة نفسها وأنها في ذيل القافلة .. وذلك : بسبب أخطأ قراءاتها وضعف إرادتها وسوء أدائها وسوء إدارتها للساحة وللملفات الساخنة فيها .

السؤال ( 3 ) : يقول البعض أن فترة التسعينات قد أسست لوعي حقوقي جماهيري لا بأس به قد يكفي للانطلاق ولكنه لا يضمن الاستمرار. فكيف تقيمون مستوى ثقافة الحقوق عند الشعب ؟ وماذا ينبغي فعله ؟
الجواب ( 3 ) : نعم !! لقد أسست الانتفاضة المباركة لوعي حقوقي جماهيري ، ولم تتوقف قافلة هذا الوعي ولا زالت تواصل مسيرة تقدمها وتوسعها حتى اليوم . وقد حققت انجازات واتخذت أشكالا مؤسسية في عملها وكونت علاقات ناجحة مع المؤسسات المماثلة وذات الشأن في الخارج . إلا أن الخلل واقع في الإرادة السياسية ومناهج العمل لدى القوى السياسية المعارضة التي لم تحسن أداء دورها وقد أضر سوء أداؤها بجميع الملفات على الساحة الوطنية . وهو الأمر الذي ينبغي التوجه إليه بالاهتمام من أجل معالجته قبل فوات الأوان.

السؤال ( 4 ) : بالنسبة للغطاء الشرعي للتحرك الإصلاحي، وسعيكم لتوفيره والذي على ما يبدو قد أصبح عائقا انتفاؤه لتحرككم .. أين وصلتم في هذا الشأن ؟
الجواب ( 4 ) : لا جديد يذكر .

السؤال ( 5 ) : كيف ترون قدرة البرلمان القادم على التغيير والتأثير في الوضع الرقابي والتشريعي ، وبالخصوص بعد قرار مجموعة لا بأس بها من المقاطعين المشاركة ؟
الجواب ( 5 ) : المقاطعون الذين قرروا المشاركة لم تتغير قناعتهم بأن لا فرصة لهم في التشريع ما لم يأتي موافقا لإرادة السلطة التنفيذية .. وقد أثبتت التجربة : بأن السلطة التنفيذية تمتلك ( أيضا ) الأدوات السياسية والدستورية التي تشل من خلالها قدرة الأعضاء المنتخبين على الرقابة والمحاسبة الحقيقية لها .. والنتيجة : أن المشاركة في ظل دستور المنحة الحالي ، تعني التنازل عن حق الشعب في الشراكة السياسية مع السلطة ، والقبول بتفرد السلطة التنفيذية بصناعة القرار وتقرير المصير ، والشكر لها على ما تقدمه من مكرمات وفتات لأبناء الشعب . أما المقاطعة فتعني التمسك بحق الشعب في الشراكة السياسية وعدم التنازل عنه.

السؤال ( 6 ) : بدأت مشكلة التجنيس تلقي بظلالها الثقيلة على الوضع المعاش في البحرين بكل أبعاده .
( أ ) : إلى أين تتجه البوصلة ؟
( ب ) : ما الحل من وجهة نظركم؟
الجواب ( 6 ـ أ ) : تعتبر مسألة التجنيس من أخطر المسائل التي تواجه الوطن والمواطنين . فبالإضافة إلى أثاره السلبية الخطيرة على المواطنين : اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ، فإن السلطة تستخدم بعض المجنسين في أجهزتها الأمنية كأداة لقمع حركة الإصلاح والمطالبة الوطنية بالحقوق .. والمجنسون في حسابات السلطة : أداة لتفريغ المطالب الوطنية للمعارضة من مضمونها الإصلاحي في حال اضطرت للاستجابة لها مستقبلا ، وهم وسيلتها لمواجهة ظروف التغيير وتأمين نفسها بأكثرية من رحم التجنيس خاضعة لها في حال حدوث تطورات أوسع على الساحة الإقليمية والدولية مستقبلا .

الجدير بالذكر : أن السلطة التنفيذية تمارس عملية التجنيس بصورة خارجة عن صلاحياتها الممنوحة لها كسلطة في فلسفة الدولة والفقه الدستوري .

الجواب ( 6 ـ ب ) : يكمن الحل في مواجهة التجنيس من خلال رؤية ومواقف وطنية وليست طائفية .. كما تحاول السلطة جعلهما . والسعي الجدي للحد منه ثم توقيفه في أقصر مدة ممكنة . ثم وضع الملف برمته في يد ممثلي الشعب بعد حل المسألة الدستورية حلا جذريا . وهذا يتطلب إرادة سياسية ومراجعة لمناهج عمل قوى المعارضة الرئيسية في الوطن في الوقت الحاضر .. وتصحيحها .

السؤال ( 7 ) : بعد تغلغل الفكر التكفيري في العراق واستباحة دم الأبرياء من أتباع أهل البيت (ع) . هل ترون أن الطريق معبدة لتأثير هذا الفكر في وضعنا خاصة مع الصمت العربي على ما يجري هناك ؟
الجواب ( 7 ) : لقد انتقل التكفيريون من خلال تجربة العراق المؤلمة والمحزنة من التكفير النظري والعمليات الفردية والصغيرة المتفرقة هنا وهناك ضد الشيعة ، إلى المواجهة العسكرية الدامية بصورة منظمة وعلى نطاق واسع في تجربة العراق .. وهذا تطور خطير جدا يبررونه ( كذبا ) باصطفاف بعض القوى الشيعية السياسية مع أمريكا بعد الإطاحة بنظام صدام ، متجاهلين أن تكفير الشيعة لدى التكفيريين منفصل في أصله النظري عن موقف القوى الشيعية في العراق من أمريكا وسابق عليه . ولو كان التكفيريون صادقين في تعليلهم لموقفهم الدموي من الشيعة في العراق بموقف بعض القوى الشيعية من أمريكا ، لكان لهم نفس الموقف من الأنظمة العربية والقوى السنية الموالية لأمريكا والكيان الصهيوني ، ولاقتصر استهدافهم على السياسيين والعسكريين ، ولم يمتد بدون رحمة إلى عامة المدنيين الأبرياء الشيعة في الأسواق والأماكن العامة ودور العبادة . وأرى بأن السلطة في البحرين ( لأسباب سياسية ) تمهد لهم الأرض . وأملي أن تكون للمواجهة الحالية في لبنان بين حزب الله المظفر والكيان الصهيوني دور كبير في إسكات شياطين الفتنة الطائفية وأبواقها في العالم الإسلامي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى