بيانات التضامن مع المعتصمين الأحرار

معكم أيها المرابطون على ثغر من ثغور الاسلامٍ

“والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين”

وقفتم وقفة الابطال، مترفعين على الدنيا ولذاتها، ومرتبطين بالله سبحانه، وسائرين على هديه الداعي لرفض الظلم والدفاع عن المظلومين. لم تغب عنكم توجيهات ائمتكم الاطهار التي تدعو للتصدي للظلم والدفاع عن المظلومين. قرأتم دعاء الامام زين العابدين عليه السلام وهو يقول: ” اللهم اني أعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره”. لم تبحثوا عن أعذار

واهية لتصمتوا، :ما يفعل الكثيرون، بل آمنتم ان الله يعلم سركم وجهركم، ويعلم ما تفعلون، وان الاعذار محاولة لاقناع البشر هروبا من اللوم، ولكن الله يعلم السرائر، ولا تخفى عنه خافية. إيمانكم دفعكم للاقدام على خطوتكم المباركة بالاضراب عن الطعام دفاعا عن الحق واهله، وأداء للواجب الاسلامي والانساني بحق ثلة مؤمنة ظلمها النظام الخليفي المتوحش، وراح يكيد لها خبثا وعدوانا وخسة. لقد ملت آذان المواطنين لتكرر ادعاءاته في كل ديسمبر عن اكتشاف “خطة ارهابية لقلب نظام الحكم بالقوة” يتبعها زج الأحرار في أقبية السجن وزنزانات التعذيب. حكم فرعوني ماكر وظلم خليفي مقيت، وسقوط اخلاقي مدمر، ولكن الله لهم بالمرصاد، فما دام حكم ظالم قط، ولم يخلد طاغية أبدا، ولم يستمر حكم عائلة الى الأبد. فالحكم يبقى مع الكفر، ولا يبقى مع الظلم. وحيث ان الظلم الخليفي قد بلغ الزبى فهو محكوم بالسنن الالهية التي تقضي بحتمية زواله، طال الزمن ام قصر.

إيمانكم العميق بربكم دفعكم للاقدام على الاضراب، فهو اعلان عن الانقطاع عن الدنيا الزائلة وملذاتها، والرغبة في ما عند الله من نعيم دائم، ورضى تطمئن به القلوب، وتحيا به النفوس. آنتم ذوو الضمائر الحية والنفوس المتحركة التواقة للعلى والمجد، التي تستسخف الشيطان ومكره وحبائله وتضليله. تعلمتم من علي عليه السلام ان تستأنسوا بطريق الحق وان قل سالكوه، وان لا تأخذكم في الله لومة لائم ولا عذل عاذل. وعرفتم ان من الخسارة ان يشتري الانسان رضا المخلوق بسخط الخالق، او ان يذعن لطاغية لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. ارتبطتم بمصدر القوة والعظمة، فتمردتم على القيود والاغلال، وقلتم للطاغية الذي يهدد الاحرار بالسجن والتعذيب: فاقص ما أنت قاض، انما تقضي هذه الحياة الدنيا. فما عساه يفعل امام اصراركم وصمودكم؟ لقد قرر الحكم الذي سيصدره على الثلة المؤمنة المظلومة الممتحنة التي تقبع في غياهب السجون، ويعلم الاستاذ حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد والدكتور عبد الجليل السنكيس وبقية الرهائن القابعين في زنزانات التعذيب الخليفية ان الطاغية قد قرر ما سيفعل بهم، لاعتقاده انه رب مطاع، يملك مصائر العباد، فماذا يجدي دفاعهم عن انفسهم، ما دام كل أهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة) مذنبون قبل ان يستنطقوا،

كما قال نزار قباني:

كتبوا كل اجاباتي ولم يستنطقوني،

قال عني المدعي العام حين اعتقلوني

انني ضد الحكومة

أيها المدافعون عن المظلومين: كبار انتم بموقفكم التاريخي النبيل، وصغار هم اولئك الطغاة القابعون في قصورهم، الذين شيدوا حكمهم على أجساد السجناء وأشلاء ضحايا التعذيب وجماجم الشهداء. عظام أنتم بجوعكم ونصبكم وصبركم، فالرجال هم الذين يصنعون المواقف، ويتصدون للظلم والانحراف والفساد، ويضحون بوجودهم من اجل الاصلاح والخير والكرامة. تافهون هم الذين يساومون الناس على حقوقهم وحريتهم ووجودهم، وساقطون اولئك القوم الذين باعوا انفسهم للشيطان، وسقطوا في مستنقع الجريمة المتمثلة بالسعي لإبادة الهوية البحرانية والغاء وجود شعب ارتبط لحمه وعظمة بتربة أوال وتاريخها، منذ ان وطأت ارجل صحابة رسول الله وفي مقدمتهم صعصعة بن صوحان أرضها. هذه الارض بقيت طاهرة على مدى القرون والعصور، حتى وطأتها اقدام المحتلين الذين يسيرون على خطى الصهاينة، بحرمان اهل الارض من خيراتها، واستهداف وجودهم على ترابها، وتوطين الاجانب، والاحتذاء بسياسات الاستيطان الصهيونية، وعقد التحالفات معها، والدعوة للتطبيع مع مرتكبي جرائم الاحتلال والتوطين.

نقف امام شموخكم مغمورين بفرحة وأمل، فرحة بوجود عظماء مثلكم على ارضنا، يدافعون عن المظلومين، ويحملون هموم الشعب بصدق وحماس، ويتصدون للظلم والاستبداد بقلوب فولاذية لا تلين, ويغمرنا الامل بان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم، وان الفجر آت مهما طال الليل الدامس، وان الاحتلال لا يدوم، وان يد الحق والعدل والقانون تطال المجرمين والسفاحين والمعذبين والمحتلين. نقدم هذه الكلمات تعبيرا عن الاكبار والاجلال لحضراتكم، يا من تعبرون عن ضمير الامة ومشاعرها، فالله يرعاكم ويحفظم وينصركم، ويخذل أعداءكم، أعداء الشعب والحرية والانسانية.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة أحرار البحرين الاسلامية

14  فبراير 2009م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى