الموقف الأسبوعيّ لتيّار الوفاء الإسلاميّ الاثنين 9 أكتوبر/تشرين الأول 2017م

بسم الله الرحمن الرحيم

أثبتت الجماهير مجدداً علو إرادتها و عزمها، في تحدي جديد مع النظام الخليفي و آلته القمعیة، حين لبّت جماهير الثورة و بكل إصرار نداءات الثورة الحسينية، فتصدت لهجوم المرتزقة على مظاهر عاشوراء، وشاركت في مسيرات التلبية، وحاولت فك الحصار عن آية الله قاسم “حفظه الله”، وكان لها ميعاد مع انطلاقة شجاعة نحو ميدان الشهداء، تأكيدا على الوفاء لمبادئ ومطالب ثورة ١٤ فبراير.

ذلك على الرغم من حملة التصعيد الأمني الأخيرة عبر الانتشار القمعي، بمشاركة ما يسمى قوات الحرس الوطني، و مداهمة المنازل، و استدعاء و اعتقال العلماء و الأطفال و الشباب، و الاعتداء على مراسم و مظاهر موسم عاشوراء.مظاهر الثبات خلال موسم عاشوراء أكدت مجدداً فشل السلطة في إخضاع جماهير الثورة عبر الوسائل القمعية المفلسة نفسها.

أما في ما يتعلق ببدء الفصل الأخير من فصول مسرحية المجلس الصوري الراعي لسياسات الحكم الخليفي، فلابد من الإشارة لأهمية فهم أولويات و أهداف النظام الخليفي في المرحلة المقبلة، بداية بسعي الأجهزة الاستخباراتية بقمع الحراك الشعبي و المقاوم، و محاصرته بشتى الوسائل المتاحة، مرورا بأولوية الارتماء في أحضان الصهيونية، تحت عناوين تطلق للخداع فقط، مثل الاحترام الديني و التعايش السلمي و التقارب الحضاري، في ظل قمع حريات الأكثرية السياسية، مل ذلك لتقديم ثمن للصهيونية، طلبا للدعم و الحماية و تعزيز القمع و التعاون الإستخباراتي، وانتهاء بأولوية إبراز و تمكين عدد من الوجوه الجديدة المدعومة سلفاً، لتكوين طبقة مولاة في صورة معارضة هزيلة و مسيّرة تحت مسمى الجمعيات الأهلية و الوطنية، لتشكل في ما بعد أحد اطراف المجلس النيابي الصوري القادم، بشكل يتلبّس فيه الحكم القبلي صورة النظام الإصلاحي المستقر. إن إدراك أولويات النظام يساعدنا كشعب في معرفة المضامير التي يجب أن تقارع فيها هذه السلطة المستبدة.

في هذا الشأن نوجه الرسالة الأولى لأبناء الشعب بضرورة العزم على مقاومة السياسات الأمريكية، و محاولات التطبيع الحثيثة مع الصهاينة، و التعبير عن الموقف الممتنع و الرافض لسياسات الاستكبار و التطبيع، من خلال احتجاجاتنا و تظاهراتنا في ميادين الثورة ، و التصدي لسياسات النظام الخليفي، بالتصعید السياسي و الميداني من الآن إلى ما بعد الانتخابات الصورية، و رفض محاولات النفوذ لمجتمع المعارضة، و العمل على عزل أصحاب دعوات التقارب مع النظام.

فيما نوجه الرسالة الأخرى للإخوة في أطياف المعارضة، بالعمل معا على تصعيد المواجهة السياسية في المدى المنظور، تحت عنوان افتقاد النظام الخليفي للشرعية، و وجود الأزمة الدستورية المستمرة في البلاد ،و استثمار فرص الالتقاء عند الملفات الجامعة بتنفيذ مشاريع وطنية و خطوات سياسية مشتركة، بدل إبراز الأمور الثانوية في الصراع.

تيّار الوفاء الإسلاميّ
عضو التّحالف من أجل الجمهوريّة
صدر بتاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول 2017م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى