الموقف الأسبوعيّ لتيّار الوفاء الإسلاميّ الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2017م

بسم الله الرحمن الرحيم

السياسات الاقتصادية للنظام الخليفي خطيرة للغاية على الشعب ومستقبل أجياله، بل ستكون خطيرة كذلك على المستقبل السياسي للعائلة الحاكمة، حيث أن غرق الدولة الاقتصادي سيجعل آل خليفة يسلمون مقاليد الاقتصاد لآل سعود وآل نهيان، كما سلموا مقاليد الأمور الأمنية لهم عندما أوشكوا على السقوط عند انطلاق ثورة ١٤ فبراير.

في الوقت الحاضر يتجه النظام الخليفي لوضع خزانة الدولة وشؤونها المالية والاقتصاد برمته تحت عهدة وتصرف آل سعود وآل نهيان، وذلك بعد طلب النظام في البحرين منهما مساعدات مالية بهدف تعزيز احتياطات النقد الأجنبي، وتجنب هبوط عملة الدولة، بحسب ما نقلته وكالة “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة.

حيث تراجعت احتياطات البنك المركزي منذ العام 2014 بنحو 75% لتصل في أغسطس/اَب الماضي إلى 522 مليون دينار (نحو 1.39 مليار دولار).

لا يعني خضوع البحرين وتبعيتها الاقتصادية والأمنية للخارج استقرارا أبدا على المستوى الداخلي، بل العكس صحيح، حيث يعيش آل سعود وآل نهيان أكثر الفترات الزمنية اضطرابا في حكمهم، وأوضاعهم السياسية والأمنية والاقتصادية.

إن سجن كبار أفراد العائلة السعودية، وتوتير أوضاع لبنان بتدخل سعودي مباشر، وخلافات مجلس التعاون، والأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعيشها دول الخليج، واستنزاف دول الحلف السعودي في اليمن، وتلقيهم ضربات المقاومة الموجعة تنذر عروش الظالمين و عرش الخليفيين بالسقوط، وأفول ماتبقى لهم من سلطة على شؤون البلد في الداخل، فضلا عن الخارج.

المحاكمات العسكرية لأبناء الشعب، ومحاكمة العلماء والزج بهم في السجن، وحصار آية الله قاسم، والتضييق على قادة الثورة المعتقلين كل ذلك يمكن تفسيره في حجم التخبط والتوتر والخوف المسيطر على أوصال النظام الخليفي، حيث يتجه مصير المنطقة اقتصاديا وسياسيا نحو المجهول.

تتجلى حكمة الله سبحانه وتدبيره، ويظهر البرهان على صدق آياته فيما يجري اليوم على الساحة المحلية والإقليمية، حتى تكاد الوعود الإلهية وصدق آيات الله يغشي الأبصار من شدة نوره ووضوحه. ستتفكك تلك الجبهة وذلك الحلف الذي تآمر على شعوبنا، وباع قدسنا، وستكون الغلبة حتما للشعوب ومقاومتها.

إلى إخواننا في الوطن، ولا نقول أهل السنّة، بل أهلنا وأنفسنا أهل السنّة، إلى المترددين وأصحاب الهواجس، إلى من دخل الثورة وفِي الحراك المطلبي بداية انطلاق الثورة ثم انزوى جانبا بفعل القبضة الأمنية، لقد رأيتم وذقتم الظلم في صوره المتعددة، ورأيتم النزاع بين الأنظمة القمعية فيما بينها، وحتى في داخلها، وأن هؤلاء يهمهم السيطرة والنفوذ والسلطة، ولا يكترثون بمصيرنا ومصالحنا كشعوب، وقد حان الوقت لنكون يد واحدة لإنقاذ هذا الوطن من براثن السياسات الظالمة، وتخبطات الدكتاتورية الحاكمة.

ندعو أبناء الشعب للتواجد في الساحات وتصعيد الحراك في هذه الفترة المهمة من تاريخ المنطقة، وإبقاء مطالب ثورة ١٤ فبراير حية في خطابنا السياسي.

تيار الوفاء الإسلامي
٦ نوفمبر ٢٠١٧

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى