الموقف الإسبوعي لتيار الوفاء الإسلامي الثلاثاء 28 نوفمبر 2017م

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الأدوار المصيرية و المتسارعة التي بات يؤديها محور المقاومة عبر التحكم الفاعل في أدوات اللعبة في المنطقة و رسم استراتيجيات القوة جائت كنتيجة طبيعية للنجاح الحاسم في إفشال مساعي الاستكبار العالمي، و تعميم نموذج التعبئة العقائدية في العالم الإسلامي، مما شكل مأزقاً حقيقياً و خطراً مؤرقاً للعدو، و الذي بات يدرك تماما أن الأمر لن يقتصر على إعلان الانتصارات على الجبهة السورية و العراقية و اللبنانية و اليمنية، بل أن هذا الفكر التعبوي لتشكيلات المقاومة أخٌذ في النفوذ و الاتساع، ليشمل كل المنطقة، والبحرين ليست استثناء، الأمر الذي يعمق مآسی النظام الخليفي، و أسيادهم. فالمنطقة مقبلة على تغييرات استراتيجية جوهرية وبعيدة المدى.

على الصعيد الداخلي ، فإن هذه التطورات السياسية تجعل من أطروحات “التسليم بالواقع” و ضرورة الخروج من “النفق المظلم” و البحث عن “التسويات مع النظام” و الدعوة للمشاركة في الانتخابات الصورية القادمة دعوات غير واقعية، ولاتنسجم مع معطيات الخارج والداخل، بل ترقى لكونها مساهمة مجانية في خدمة الدكتاتورية.

إن التجارب السابقة لأبناء وأجيال الشعب مع نظام ناكث للعهود، و لايؤمن بهذا الشعب وحقوقه، و لا زال يراهن على كسر إرادته، و تطويعه بالنار و الحديد، وبالنظر إلى الثوابت الأساسية لثورة الرابع عشر من فبراير، و التي غرستها تضحيات الشعب، و رسخها كفاح ونضال أبنائه، و سقتها دماء شهدائه، بالإضافة لمحذور تكريس وتعزيز الوضع المأساوي الراهن تجعل من دعوات الدخول في العملية السياسية غير مبررة، حتى على صعيد دفع الضرر.

إن التعويل الأساسي في إيجاد التغيير هو على التواجد الشعبي في ساحات الثورة والمقاومة الجادة، وتعزيز العلاقة مع أصدقاء الشعب في جبهة المقاومة.

تيار الوفاء الإسلامي

٢٨ فبراير ٢٠١٧م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى