نحيي إرادة الشعب في إحياء ذكرى الشهداء

خرج الشعب البحراني من جديد في السابع عشر من ديسمبر لإحياء الذكرى المجيدة في التاريخ النضالي لشعب البحرين، ولتجديد العهد مع الشهداء، و الوقوف تجليلا لتضحياتهم، و تعظيما لدمائهم الطاهرة، و التي كشفت حقيقة وجود قبيلة بربرية (بدائية لا نظام لها ولاحضارة) في صورة نظام، وعلى الرغم من شتى المحاولات الخليفية لتحوير هذه المناسبة سياسيا، و حصارها أمنيا، و احتوائها إعلاميا منذ بدايتها، إلا أن حرارة هذه الدماء بقيت تحرك وجدان الشعب منذ ثلاثة و عشرين عاما حتى يومنا هذا، و لا زالت تشكل الضمانة للثبات على الأهداف الأصيلة لثورة الرابع عشر من فبراير.

على الصعيد الإسلامي، و خلافا للموقف المقاوم لشعوب العالم الإسلامي الرافض تماما لسياسات الاستكبار اتجاه القضايا المركزية و المصيرية للإمة الإسلامية، فلا زالت تتساقط أقنعة الأنظمة العميلة أمام الشعوب و تتكشف حقيقتها، وذلك بتجاهلها و صمتها في هذه اللحظات التاريخية، حفاظا على كرسي الحكم، ونأيا عن إزعاج الحليف الصهيوني، بل وتجاوز موقف النظام الخليفي إلى فعل القمع لحراك الشعب المتضامن مع القدس، وعملها على خنق الصوت المناهض لأمريكا و الكيان الصهيوني.

إن تجارب الشعوب الأصيلة مع المحتلين على مدى التأريخ تثبت دائماً فشل سياسات الاستسلام، ومنع الشعوب من حقوقها، و لم تعد حجة “السلام” مع الأعداء إلا حجة من جبن و ضعف أمام إرادات أنظمة الإحتلال، و التي لا تفهم إلا القوة و الجبر، كما تؤكد هذه التجارب على أحقية هذه الشعوب في مقاومة الغاصبين، و أن الرهان للحفاظ على الأمة الإسلامية ، وبلدانها ، ومقدساتها ، ومقدراتها و تاريخها و حضارتها لا يمكن أن يكون إلا على يد الشعوب الإسلامية و العربية.

لا يفوتنا أن نحيي إرادة الشعب الذي أحيى ذكرى الشهداء، بما يليق بعظيم تضحياتهم، على الرغم من حملات الإرهاب التي مارسها النظام الخليفي، قمعا و اعتقالا للمواطنين ، و نحيي فيه الثبات على مواقفه اتجاه قضاياه العقائدية والإنسانية التي قدم من أجلها التضحيات و الدماء.

الموقف الأسبوعي

تيار الوفاء الإسلامي
١٨ ديسمبر ٢٠١٧

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى