الموقف الأسبوعي: لا يمكن لهذا التقرير أن يغطي على فضائح الضوء الأخضر من ترامب للعصابة الخليفية

بسم الله الرحمن الرحيم

صدر تقرير الخارجية الأمريكية السنوي المتعلق بحقوق الإنسان في العالم، واحتوى على توصيفات حادة وصريحة لعدة انتهاكات قام بها النظام الخليفي، حيث تطرق التقرير لسجن المعارضين السياسيين والتمييز الطائفي، كما انتقد مؤسسات حقوق الإنسان الصورية التي أنشأها النظام، وعبر عن عجزها عن عمل شئ بخصوص الانتهاكات، وللمفارقة فقد كان التقرير أكثر صراحة من التقارير السابقة للخارجية الأمريكية في موضوع حقوق الإنسان في البحرين، فماذا يفهم من ذلك؟!

في واقع الأمر لن يترك هذا التقرير أي نتائج عملية، إذ أن الموقف “السياسي” الرسمي للإدارة الأمريكية تعبر عنه الممارسات العملية، وليست التقارير الورقية، وهذا التقرير هو هدية سريعة العطب تقدمها أمريكا بشكل خادع للشعب و للمؤسسات الحقوقية المحلية والعالمية والمهتمة بالشأن الحقوقي في البحرين لكي تبقى الإدارة الأمريكية في المشهد السياسي المحلي، وتضل نافذة فيه بعلاقاتها مع الداخل المعارض في البحرين، ولكي تقدم شئ للمؤسسات الحقوقية في العالم وأمريكا، و التي ضاقت ذرعا بنفاق الإدارة الأمريكية، وبيعها الكلام على الشعوب، بينما تقدم السلاح وبرامج القمع للأنظمة الدكتاتورية من جهة أخرى.

السياسة الحقيقية للإدارة الأمريكية ليست تقرير الخارجية هذا، فمن يود معرفة سياستها الحقيقية عليه أن يستحضر كيف امتنعت الإدارة الأمريكية عن انتقاد التعديل الدستوري الذي أجرته العصابة الخليفية، بالسماح للمحاكم العسكرية في محاكمة المدنيين، وهي الخطوة التي لاقت انتقادات حادة من منظمات حقوقية أبرزها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، حيث بتاريخ ١٤ مارس ٢٠١٧ قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر -تعليقاً على التعديل الدستوري – في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمبنى الخارجية الأمريكية إن بلاده “تتفهم خطر الإرهاب الذي يتهدد البحرين والمنطقة”.

فلا يمكن لهذا التقرير أن يغطي على فضائح الضوء الأخضر من ترامب للعصابة الخليفية بممارسة الجرائم، وصمت أمريكا عن قتل ٥ من الشهداء على باب آية الله قاسم، واعتقال وجرح المئات، وحصاره في داره، فالموقف الرسمي لأمريكا تعبر عنه حقيقة أن قتل الشهداء جاء بعد يومين فقط من اجتماع ترامب بالطاغية الخليفي في الرياض. هذا فضلا عن الدعم اللوجستي والاستخباراتي والتشريعي الغير مسبوق من الإدارة الأمريكية للعصابة الخليفية، والذي على إثره تم إدراج معارضين على قائمة الإرهاب الأمريكية.

ندعو لأن لا نخطأ الموقف من أمريكا، وأن لا تلتبس علينا سياستها وموقفها الحقيقي ، فالعداء الأمريكي لشعوبنا في قضايانا المحلية وقضية فلسطين أكبر من أن تغطيه أوراق الخارجية الأمريكية، وفِي الوقت الذي تعمل فيه أمريكا بشكل حثيث على إثارة أجواء الحرب في منطقتنا، وحمايتها للكيان الصهيوني، فإن شعوبنا تتجه للمواجهة الحتمية مع أمريكا وأذنابها.

تيار الوفاء الإسلامي
٦ شعبان ١٤٣٩ هجرية
٢٣ أبريل ٢٠١٨ ميلادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى