بيان: 23 مايو ذكرى ملحمة فداء الدّين والوفاء للثورة

بسم الله الرحمن الرحيم

في مثل هذا اليوم قبل عام اقتحم مرتزقة النظام الخليفي المدججون بالسلاح والآليّات العسكرية بلدة الدراز الصامدة، حيث كان يقبع الفدائيون المرابطون حول بيت سماحة أية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم “حفظه الله”، وهجم الخليفيون ومرتزقتهم على الاعتصام بشكل همجي ودموي، مما أدى لاستشهاد 5 من الفدائيين، وسجن أكثر من 286 من شباب الوطن الثائر، وجرح واعتقال مئآت أخرين، في يوم عزّ فيه الناصر لهذا الشعب، وقد كان يوما مفصليّا بين مرحلتين، ويوما أفرز الحقائق ومحّص النّاس، ووضع ثورة 14 فبراير نحو آفاق جديدة من الحياة والثبات والإصرار.

نستذكر هذا اليوم وذكراه مازالت حية وطرية في واقعنا، وفي وقت مازالت فيه دماء الشهداء غضة وقانية، ليبقى محفورا في عقولنا وقلوبنا، ولكي لانغفل عن عبرة هذا الحدث، وعبرة هذا اليوم ووقائعه.

نحيي هذا اليوم لنستذكر أن المجزرة التي أدت لقتل الشهداء وجرح واعتقال المئات قد جرت بعد يومين فقط من لقاء الراعي الأمريكي للدكتاتورية ترامب مع الطاغية حمد آل خليفة، ونحيي ذكرى هذا الحدث لكي نشخص الأعداء من أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان من الأنظمة والدول المنافقة، والذين لزموا الصمت المريب إزاء هذه الظلامة الكبيرة بحق سماحة الشيخ وعموم شعب البحرين وقضيته ومطالبه.

نحيي هذا اليوم لنستذكر أكبر المظالم بحق ديننا ومعتقداتنا حيث جرّمت فريضة الخمس وصودرت الأموال الشرعية وحوصر الخطاب الديني واستبيحت دمائنا انطلاقا من العقيدة التكفيرية والإقصائية والإلغائية للحكم الخليفي البغيض، والذي سلّط على ديننا وعقيدتنا وشعائرنا كل وسائله وأدواته السياسية والإعلامية والقضائية والعسكرية، وهو مازال يفعل ذلك لكي يقضي على عقيدة العزة والعبودية لله سبحانه وحده ومبدأ الاستقلال عن النظام الطاغي وعشق الحرية في داخلنا، وهيهات يكون له ذلك.

يوم 23 مايو كان فرقانا اصطفى الله فيه الصادقين وذوي البصيرة والفداء، وكان اختبارا إلهيا قد ظهرت نتائجه سريعا لكي يبنى على مقتضاها، و قد عزز من ثورة هذا الشعب ومطالبه وشعاراته، وعرّى العصابة الخليفية بكل رموزها وسياساتها وحقيقتها ونهجها.

في ذكرى 23 مايو وما عبّرت عنه ملحمة الوفاء للدين والثورة نؤكد مرة أخرى على تورط الإدراتين الأمريكية والبريطانية بتوفير الدعم والغطاء السياسي للنظام الخليفي، ونحملهما المسؤولية المباشرة عن المجزرة التي حدثت في ذلك اليوم، بل ومسؤولية سفك دماء شعبنا، واستباحة مقدساته طوال السنوات الماضية، كما نؤكد على العبرة الخالدة من ذكرى هذا اليوم وهي أن دماء شهداء الفداء قد عززت مبادئ الوحدة والتحدّي والمقاومة والاستمرار في الثورة حتى إسقاط العصابة الخليفية.

كما نقف إجلالا لدماء شهدائنا في هذا اليوم، و نوجه التحية في هذه الذكرى لتلك الحشود المؤمنة التي ذادت عن سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم “حفظه الله” عن وعي وبصيرة باعتبار رمزيته وموقعيته المعبرة عن ظلامة الدين وكل علماء الدين والقادة الأسرى في السجون والمنافي.

كما ندعو جماهير شعبنا المؤمن والمقاوم لإحياء هذه الذكرى بما يليق بمقام شهدائنا الأبرار وظلامة ديننا في وقت مازال فيه سماحة الشيخ محاصرا وفي وضع صحي متدهور، ومازال فيه قادة الثورة ورموزها يتعرضون للاستهداف والتصفية، ومازال فيه الدين والوطن يأن تحت وطأة الإجرام الخليفي.

تيار الوفاء الإسلامي
٧ رمضان ١٤٣٩ هجرية
23 مايو 2018 ميلادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى