زكيّة البربوري الشاهدة الصامدة على جرائم النظام الخليفي بحق المرأة البحرانيّة

المقدمة

لعبت المرأة البحرانيّة دوراً كبيراً في الحركة السياسيّة في البحرين، إذ شكلّت رقماً صعباً في المشاركة السياسيّة، وهذا ساهم في إسقاط قناع الديمقراطيّة المزيفة للنظام الخليفيّ، بل أنه كان لها دوراً بارزاً في إسقاط شرعيّة النظام في عام 2011م مما جعل المرأة البحرانيّة مستهدفة على جميع الأصعدة عند السلطات الخليفيّة.

نبذة تعريفية

زكية البربوريّ مواطنة بحرانيّة من بلدة النويدرات تبلغ من العمر (30 عاماً) وهي مهندسة كيميائيّة.

كيفية اعتقال الأسيرة زكيّة البربوري

داهمت قوات خاصة (قوات الكمندوز) تابعة للسلطات الخليفية منزل الأسيرة زكية البربوري (30 عاماً) مصحوبة بـ 15 من الضباط الملثمين، وبدعم جويّ عبر مشاركة طائرة مروحية منزلها الكائن في بلدة النويدرات عند الساعة 3 فجراً في يوم الخميس الموافق 17 مايو 2018م، واقتادتها لجهة مجهولة، دون إبراز أمر قضائي، وقامت القوات الخاصة بتفتيش منزلها بشكل استفزازي لاسيما غرفتها الخاصة لمدة لاتقل عن نصف ساعة من قبل الضباط الذين شاركوا في عمليّة المداهمة.

الانتهاكات التي مارستها السلطات الخليفيّة ضدّ الأسيرة زكيّة البربوري

تعرضت زكيّة البربوري لأبشع أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان منذ اعتقالها، حيث تمّ اعتقالها بصورة مروّعة على يد قوات خاصة تابعة للنظام الخليفيّ فجراً عبر مداهمة منزلها بصورة وحشيّة ومرعبة، واقتيدت لجهة مجهولة، ولعل أبرز الانتهاكات التي مورست ضدّها التغييب القسريّ لمدة لاتقل عن 40 يوماً، إذ مُنعت من الاتصال بأهلها وإخبارهم عن المكان الذي تمّ احتجازها فيه.

كما تواردت أنباء من زميلاتها الأسيرات عن تعرضها لأبشع أنواع التعذيب أثناء التحقيق، وقد أكدت ذلك المدافعة عن حقوق الإنسان ابتسام الصائغ.

وقد امتهن جلادو النظام الخليفي اعتقال وتعذيب الحرائر بسبب آرائهن السياسيّة، كما هو حال ضحيتى الإرهاب الخليفي، الأسيرتين السابقتين ابتسام الصائغ، ونجاح علي اللتان تعرضتا لأصناف من الانتهاكات المحطة بالإنسانية و ترفضها وتحرمها جميع الأديان السماويّة والقوانين الوضعيّة، ويرجع ذلك نتيجة سياسية الإفلات من العقاب التي منحت إلى الجلادين من قبل السلطات الخليفيّة.

الحكم الصادر على الأسيرة زكيّة البربوريّ

قبل عام من الآن أصدرت المحكمة الخليفيّة حكمها الظالم بالسجن لمدة 5 سنوات في قضيّة ملّفقة على المواطنة زكيّة البربوري، حيث اتهمتها السلطات الخليفيّة بـ (الانظمام إلى تيار الوفاء الإسلاميّ، وحيازة متفجرات، وتلقيّ أموال من إيران).

وعلقت المدافعة عن حقوق الإنسان ابتسام الصائغ على الحكم الصادر على الأسيرة زكيّة البربوي إن المحاكمة تأتي “على خلفية اتهامهما بتهم سياسية انتزع الاعتراف تحت وطأة ظروف غير قانونية، وهي ضحية اعتقال تعسفي وابتزاز وترهيب”.

رسالة الأسيرة زكية البربوري من وراء القضبان لرموز السلطة وجلاّديها

من يقرأ رسالة الحُرّة زكيّة البربوري يُدرك مدى الحالة الإيمانيّة المترسخة عندها وعند حرائر البحرين، الذين كانوا ومازالوا يلعبون دوراً رائداً ومتقدماً في الثورات والنهضات ضد الديكتاتورية الخليفية طوال تاريخها البغيض.

كما أنّ النظام الحاكم هو الآخر يُدرك مدى ثبات الحُرّة البربوري، ولايستبعد أنهُ يعاند في قضيّة الإفراج عنها  رغم جائحة كرونا بسبب الرسالة التي كتبتها وهي تستذكر ميراث أجدادها المملوء بالجهاد ضد الديكتاتورية الخليفية وغيرها.

وعند النظر بكثب إلى المفردات التي كتبتها يُدرك البعيد، ويزداد يقين القريب بأنّ شعبٌ كشعب البحرين عصيٌ على الانكسار، وهنا نؤكد على ماجاء في أدبيات رسالتها، بأنّ شعب البحرين وبعد التوكل على الله عزّ جل  يُدرِك بأنّ النصر حليفهُ ولو بعد حين

فعند النظر إلى تاريخ وأصالة شعب البحرين، يجد الباحث أنّ التاريخ مملوء بالجهاد على الظلم والاستكبار، والثبات على المبادئ، والصبر عند الشدائد، سواء عند مجابهة الديكتاتورية الخليفية، أو إبان الاستعمار البريطانيّ والبرتغالي والعمانيّ وغيره.

وهنا نؤكد على ماخطته أنامل الحُرّة زكيّة البربوريّ بأن الجنسيّة التي أُسقطت هيّ لاتتعدى حبراً على ورق، فعند النظر إلى تاريخ الحُرة زكيّة البربوري وقريتها بربورة، فحتماً أنّ الطغاة الحديثين لايدركون حقيقة هذه البلدة التي شيع أسمها آنذاك، كما أنّ أسمها التاريخي جذوره ممتدة إلى يومنا هذا، ومازالت ترددات أصداء جهاد أبنائها تُلهم الشعب البحراني نحو المضيّ على درب الجهاد في سبيل الله، ونصرةِ المستضعفين، حتى يأذن الله ويستبدل الظالمين بالمحسنين، وكون الطغاة الخليفيين الحديثين قد لايدركون هذه الحقيقة فجيد أنّ يرجعوا إلى الكتب التاريخيّة ككتاب “حاضر البحرين” لإبراهيم المبارك الهجيريّ، وكتاب “الذخائر في جغرافيا البنادر” و”الجزائر” للشيخ محمد علي بن شيخ محمد تقي آل عصفور، والكتب الأخرى التي تبيّن أصالة انتماء الأسيرة زكيّة البربوري، بينما يتبيّن حقيقة عدم انتماء آل خليفية لأرض البحرين عند الرجوع للكتب التاريخيّة.

استهداف الطبقة النسويّة من قبل الخليفيين

عند الرجوع إلى تاريخ استهداف الخليفيين إلى الطبقة النسويّة فإنّ ذلك يأخذنا للإسهاب في ذكر الحوادث التي يندى لها جبين الإنسانيّة، واختصاراً للوقت بما يتناسب مع المقام نذكر بعض الحوادث المؤلمة من مئآت الحوادث في هذا الشأن، حيث لازالت ذاكرة شعب البحرين تتذكر الصورة المؤلمة التي نشرت على نطاق واسع لاعتقال الحرائر في مجمع الستي سنتر التي تبيّن تعامل قوات المرتزقة وجلادي النظام الخليفي مع الشعب البحرانيّ، ونذكر أنموذج آخر يبيّن مدى الانحطاط الأخلاقي لدى السلطات الخليفيّة في تعاملها مع شعب البحرين، حيث لازال الجميع يذكر اسم الحرّة آيات القرمزي، التي كانت أول أسيرة في ثورة 14 فبراير، وكيف تعرضت للإرهاب النفسي عبر نشر صورها على شبكات التواصل الاجتماعي التي تتبع الجيش الإلكتروني للسلطة، بصورة لاتتناسب مع قيم الإسلام، وكان ذلك يهدف لهدم معنوياتها النفسيّة، وكسر شموخها الذي أذل الخليفيين، كما تمّ ذلك بهدف بث الرعب في نفوس حرائر البحرين اللاتي سجلن رقماً كبيراً عبر مشاركتهن بالثورة.

وآخر مثال نستعرضه هو لضحيّة الانتقام الخليفي الأسيرة السابقة هاجر منصور، إذ استهدفها النظام للضغط على أقاربها، في أسلوب لايوجد إلا في فلسطين المحتلة، حيث يختطف الصهاينة النساء كرهائن، إذ أن النظام الخليفي برهن مرةً أخرى على عدم تورعه عن الانتقام من العاملين في القطاع الحقوقي والسياسي، إذ تمّ استهداف السيدة هاجر ليس لنشاطٍ سياسي قامت به، وإن كان ذلك حق تكفله جميع الأديان السماوية والقوانين الوضعيّة، ولكن تمّ استهدافها انتقاماً من الدور الرائد الذي يلعبه صهرها الحقوقي السيّد أحمد الوداعي، وقد أقرت الكثير من المنظمات العالمية لحقوق الإنسان كمنظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدوليّة أنّ الأسيرة السابقة هاجر منصور ضحيّة انتقام مارسته السلطات الخليفيّة ضدّ نشاط صهرها السيّد أحمد الوداعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى