بيان: انفضّ مؤتمر الخيانة وخلّف الخيبة والفشل للمتآمرين

بسم الله الرحمن الرحيم

انفضّ مايسمى بمؤتمر السلام من أجل الازدهار يوم أمس بعد يومين من التدوال والنقاش حول الثمن البخس الذي يمكن من خلاله شراء ذمم الشعب الفلسطيني، ومؤسساته الرسمية والأهلية، للتخلّي عن المقدسات، والقبول بمشاريع اقتصادية مفترضة، تعوّض الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية والعربية عن مقدساتها وأرضها وثرواتها المعنوية والمادية في فلسطين.

وقد خلّف المؤتمر كرامة مسحوقة للمشاركين فيه، ودنسٌ تمثّل في مواقف الأنظمة التي راهنت على إمكان بيع مقدسات الأمة وأرضها بالمال الحرام، كما خلّف المؤتمر انكشاف النظام الخليفي في البحرين، كواحد من أبشع الأنظمة العميلة والمرتهنة للكيان الصهيوني، حيث عمل النظام الخليفي على استضافة المؤتمر، وإطلاق عدة مواقف وتصريحات سياسية، عبّرت عن انحيازه للرؤية الصهيونية كاملة فيما يتعلق بقضية فلسطين، ومجمل قضايا المنطقة، هذا في وقت رفض فيه الفلسطينيون، على المستوى الرسمي والشعبي، وأبناء الأمة جمعاء إقامة هذا المؤتمر ومخرجاته، ليثبت النظام الخليفي أن موقفه خيانة مكتملة الأركان للأمة وفلسطين، وقد وضع اسمه في التاريخ الأسود، ضمن من ستلعنهم الأجيال القادمة.

لقد تمخّض المؤتمر عن فشل ذريع في تحقيق أهدافه، في ضوء الحقائق التالية:

أولا: رفض الفلسطينيين على المستوى الرسمي والشعبي لإقامة المؤتمر ومخرجاته، وبهذا فهو يمثل فقط رؤية الكيان الصهيوني وأمريكا وأذنابهما.

ثانيا: إن الثمن البخس المتمثّل في 50 مليار دولار لبيع القضية الفلسطينية، واستقطاع معظمه من الأنظمة العربية الخائنة لفلسطين، يمثّل فضيحة واستخفافا من الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بهذه الأنظمة، حيث تطلب الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني منها المساهمة بالقسط الأكبر من هذا المبلغ، وكذلك التخلي عن القضية الفلسطينية. أما الثمن المقابل التي ستحصل عليه هذه الأنظمة لقاء دفعها هذا المبلغ والتخلي عن فلسطين هو الحماية الأمريكية والصهيونية المتوهّمة.

ثالثا: إن المتعهد بجمع المبلغ المالي هو الإدارة الأمريكية، التي اكتسب مهارات جديدة في حلب الأنظمة العميلة، بينما سينبري الكيان الصهيوني بإدارة وصرف المبلغ على مشاريع اقتصادية، يديرها وينتفع منها مباشرة، و يراد من خلالها تخلي شعب فلسطين عن قضيته وأرضه وشرفه!

وبناء على ذلك، فنحن في تيار الوفاء الإسلامي وحركة الحريات والديمقراطية (حق) نؤكد على التالي:

· إن خيانة النظام الخليفي وموقفه المشين قبال قضية فلسطين لاتعبّر عن إرادة شعب البحرين، كون نظام الحكم الخليفي غير منتخب وغير شرعي، ولايقوم على أسس دستورية.

· أن خيانة النظام الخليفي وانكشاف دوره الخطير قد عزز من مسيرة وهدف ثورة 14 فبراير في إسقاط النظام، وإن ذلك يستدعي التفافا من جميع شعوب الأمة على رفض هذا النظام والتعاطي معه على أي مستوى رسمي وأهلي.

· نؤكد على أن الدور الشعبي قد بدأ في لزوم رصد الوجود الصهيوني الفردي والرسمي على أرض البحرين، ومقاومة هذا الوجود بكل الأساليب المشروعة.

· نجدد إدانتنا للموقف الأمريكي والبريطاني والخليفي الذي يصبو لأن تكون البحرين بوابة التطبيع مع الكيان الصهويني في المنطقة، استنادا على حملة القمع والقتل التي تشنها السلطات ضد أبناء الشعب، ونؤكد بأن سياسة القمع والتطبيع قصيرة الأمد، وأن أرضنا وشعبنا سينتفض ضد هذا الواقع.

· نجدد شكرنا وتقديرنا لجميع الشعوب الأسلامية والعربية، ومؤسساتها الرسمية والأهلية، التي رفضت المؤتمر المزعوم، ووقفت مع قضية فلسطين، وحق الشعب الفلسطيني والأمة في تحرير كامل التراب الفلسطيني.

تيار الوفاء الإسلامي وحركة الحريات والديمقراطية (حق)

عضوا التحالف من أجل الجمهورية

صدر بتاريخ 23 شوال 1440 هجري

الموافق 27 يونيو 2019م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى