عيد الشّهداء الرابع والعشرين

– في تاريخ 17 ديسمبر 2009م، حاصرت القوّاتُ الخليفيّة في البحرين منطقة رأس رمان، قرب المنطقة الدبلوماسيّة في العاصمة المنامة، لمنع انطلاق التظاهرة السنوية لإحياء عيد الشّهداء.

– منذ تسعينات القرن الماضي، استطاع تيّارُ الممانعة والنشطاء تثبيت تظاهرة “عيد الشهداء” من كلّ عام في هذا الزمان والمكان تخليداً لذكرى الشّهداء وضحايا التعذيب، حيث يوافق السابع عشر من ديسمبر سقوط أوّل شهداء انتفاضة التسعينات، وهما هاني أحمد الوسطي (22 عاما)، وهاني عباس خميس (24 عاما) رمياً بالرّصاص. وقد استُشهد في هذه الانتفاضة ما يقارب 40 شهيداً.

– على مدى الفترة بين (2002-2010م)؛ تولّت اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب، وبمؤازرة من قادة الممانعة؛ رعايةَ ملفّ الشّهداء من خلال كشْف الحقائق وتبيان مجريات تلك الحقبة السّوداء، وإلزام النّظام بالاعتراف بجريمة قتل الشهداء وارتكاب التّعذيب، وإقرار قانون عادل للإنصاف والعدالة، بما في ذلك محاسبة القتلة والجلاّدين.

– قام النظامُ الخليفي بإصدار مرسوم بقانون رقم 56 سنة 2002م الذي أسّس لإفلات القتلة والجلاّدين من العقاب، ورقّى عدداً منهم في مناصب أعلى، وكرّم البعضَ الآخر بأوسمةٍ وهدايا. وأعقب ذلك محاولات حثيثة لإلغاء الاحتفاء بعيد الشهداء في 17 ديسمبر، بزعم أنّه يُصادف الاحتفال بما يُسمى عيد الجلوس.

– منذ العام 2006 وحتى اليوم، بذلَ النظام جهداً للتشويش على ذكرى الشهداء في 17 ديسمبر، وآخرها الإعلان الرسمي لما يُسمى بـ”يوم الشهيد” وتنصيبه في 17 ديسمبر 2015م للاحتفاء بقتلى مرتزقة النظام في البحرين واليمن، وهو إعلان قام الطاغية حمد نفسه بتدشينه خلال استعراض عسكري.

– رفضَ النشطاء ورموز الممانعة كلّ محاولات تشويه ذكرى عيد الشهداء، بما في ذلك محاولات تغيير تاريخ الإحياء إلى يوم وشهر آخر غير 17 ديسمبر، وخاصة مع سقوط الشهيد علي جاسم في مثل هذا اليوم من العام 2007م. وطبّق القادة والرموزُ الإصرارَ على ذلك بنزولهم إلى الميدان، واختراق الحواجز والكمائن العسكريّة التي نصبها النظام في 17 ديسمبر 2009م لمنع انطلاق التظاهرة المركزيّة في رأس الرمان.

– في ذلك التاريخ، تحوّلت البحرينُ إلى ثكنةٍ عسكريّة مغلقة، وسبق ذلك محاصرة أغلب البلدات بقوات المرتزقة، وقبل حلول الذكرى بنحو شهر، كما أغرقَ النظامُ العاصمة المنامة بالقوات لمنع المواطنين من التدفق باتجاه نقطة انطلاق التظاهرة، وهي النقطة التي نجحَ الرموزُ في الوصول إليها برغم كلّ الانتشار االعسكري والترهيب المدعوم بالطائرات المروحيّة.

– شهدت البحرين في ذلك اليوم تظاهرات واحتجاجات عارمة امتدت إلى مختلف المناطق والبلدات، ومنذ ذلك التاريخ تحوّل الاحتفال بعيد الشهداء إلى عموم خارطة الوطن، وتعزّز أكثر بعد ثورة 14 فبراير 2011م مع توالي سقوط الشّهداء. وعلى هذا المسار؛ كان ولازال “الشهيد روح الوطن الخالدة”، وهو شعارُ إحياء الذكرى الرابعة والعشرين لعيد الشهداء والذي اعتمده تيّار الوفاء الإسلامي وحركة الحريّات والديمقراطية (حق) للعام 2018م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى