قضية وقراءة: وثيقة “الثّبات والصّمود”

في الأسبوع الماضي قام كلٌّ من تيّار الوفاء الإسلامي وحركة الحريات والديقراطية (حق)، بإطلاق وثيقة “الثبات والصمود”  والتي اعتبرت واحدةً من أهمّ المبادرات السياسيّة خلال هذه الفترة، وخاصّة في ظلّ التحديات العديدة التي تواجهها البحرين مع استشراس النظامُ الخليفيّ في القمع والإرهاب.

وقد تم ذلك في مؤتمر صحفي بتاريخ 14 نوفمبر 2018م، وقد تحدثت الوثيقة عن الاستحقاقات والمطالب الشعبية وخطوط العمل الإستراتيجي للمعارضة بناءً على تجارب تاريخية طويلة.

ظروف إطلاق الوثيقة في الداخل والخارج “ماذا يحدث في البحرين وخارجها”
يأتي إصدار هذه الوثيقة في فترة مصيرية من تاريخ الشعب البحراني، حيث إن السلطة الخليفية اتجهت إلى مرحلة من التصعيد لم تشهده البحرين سابقاً، وأيضا فإن السلطة – ولهدف المحافظة على كرسي ملكها – قامت ببيع السلطات السياسية والإقتصادية والأمنية للبحرين للسعوديين والإماراتيين والإدارتين الأمريكية والبريطانية، والذي تجلى بوضوح ووصل للأوج عندما قاموا بالجريمة الشنعاء الفاضحة وهي التطبيع العلني مع العدو الصهيوني.
هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى فإن بعض شعوب المنطقة تدخل في مفترق طرق يكون أحدها الرضوخ للهيمنة الاستكبارية والثاني رفضها ومحاربتها، في فترةٍ تتجلى فيها قدرة محور المقاومة.

استفادة من التجارب التاريخية
ما جاء في الوثيقة من تجارب تاريخية يصدّق المواقفَ السياسية ومنطلقاتها للقوى السياسية والثورية التي أطلقتها، فظهرت هذه المواقف باعتبارها نتيجةً لقراءة طويلة ومعمَّقة في التاريخ النضالي للشعب البحراني ضد قوى الاستكبار وضد الهيمنة الخليفية.
وقد جاءت المواقف في الوثيقة على بعدين، بُعدٌ ينظر إلى الماضي ويتعلم منه، والبعد الآخر ينظر إلى الحاضر والمستقبل، وتلخصت أهم المواقف السياسية، في:

– الدعوة لإلغاء الاعتراف بالعملية السياسية المزيفة المستندة على دستور ٢٠٠٢ المفروض.
– العمل على تأسيس بدائل نظرية وعملية لمؤسسات ومشاريع النظام.
– ضرورة إعداد وتدريب الكوادر والقيادات.
– تأييد المقاومة المشروعة والمفتوحة.
– تشخيص الموقف من القوى الداعمة للخليفيين، وقواعدهم العسكرية.
– اعتبار التطبيع مع الصهاينة جريمة، ووجود الصهاينة على المستوى الرسمي والفردي سببٌ للمقاومة بكافة أشكالها.
– التأكيد على مقاومة جريمة التجنيس والتوطين السياسي، ومحاولات التغريب الثقافي وإبادة الهوية في البحرين.

 

*فاتحة لمشاريع للمستقبل *
لقد جاءت الوثيقة مع دعوة موجّهة من قبل تيار الوفاء الإسلامي وحركة (حق) إلى المعارضة وعموم النَّاس لتدارس الوثيقة وتبنيها أو تبني ما يتوافق مع وجهات نظرها، لبناء أرضية مشتركة للعمل، حيث لابد أن تكون الوثيقة فاتحة لمشاريع سياسية وميدانية أخرى في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى