قضية وقراءة سياسيّة: التطبيع الصهيوني.. إلى أين؟

قضية ساخنة

انتشرت عناوين إخبارية عدّة عن الزيارة العلنية لرئيس وزراء العدو الصهيوني إلى مسقط ولقائه المسؤولين هناك، بالإضافة إلى زيارات متفرقة لوزراء صهاينة إلى دبي، وأبوظبي و الدوحة. كلُّ ذلك تخلله تصريحاتٌ فاضحة لكلٍّ من وزير الخارجية الخليفي والوزير المسؤول عن الأمور الخارجية لدولة عمان يدعوان فيها إلى التطبيع مع العدو الصهيوني.

التطبيع من الخفاء إلى العلن

إن الشغل الشاغل لرؤساء أمريكا كان ولا زال أمن الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط، وقد قاموا بحمايتها لسنواتٍ طويلة منذ ولادتها غير الشرعية، عن طريق وسائل متعدّدة منها التطبيع غير العلني مع الدول العربية والإسلامية، والذي شكّل المادة المحرَّمة على الإعلام لسنوات طويلة، بغية تجنيب التصادم مع الشعوب الرافضة للتطبيع في هذه الدول.

ولكن الإدارة الأمريكية الحالية أخذت القرار بدفع التطبيع إلى العلن رغم ما تمثله هذه الخطوة من مخاطر حقيقية على هذه الأنظمة، ذلك لأن الخطر أصبح محدقاً بشكلٍ كبير على الكيان الصهيوني، خصوصا بعد الانتصارات الأخيرة لمحور المقاومة.

لماذا الآن؟

لم يمر الكيان الصهيوني بفترةِ ضعفٍ في تاريخه كالذي يمرّ به في هذه الأيام، فبعد هزائمه المتعدّدة في الحروب المباشرة على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية؛ جاءت الصفعة الكبرى عندما فشلت خططهم في حروب الوكالة (داعش) في كلٍّ من العراق سوريا ولبنان، وأخيرا خسائرهم في الاستحقاقات السياسية، وخطط التقسيم أيضا في هذه الدول. وبعد كل خسارة، فإن شوكة محور المقاومة تقوى في مقابل التراجع المهين للعدو الصهيوني، وكل ذلك تحت أنظار الأمريكيين الذين أصبحوا بين خيارين أفضلهما مر: وهما أن يتركوا إسرائيل وحيدةً بين أنياب محور المقاومة، أو أن يخاطروا بعبيدهم الأكثر ولاءً والأضعف مقاومةً بين الدول العربية والاسلامية.

علاقته بصفقة القرن

بالنظر لما سبق؛ فإننا نستنج أن موجة التطبيع هي إحدى أجزاء خارطة الطريق التي ستؤدي في النهاية إلى صفقة قرنٍ ناجحة. إن التطبيع يهدف الى خلق محور يتكوّن من الكيان الصهيوني ودول عربية عميلة للأمريكان، في مقابل دول محور المقاومة، بهدف إشغاله، ومن ثم إضعافه على المدى البعيد.

وظيفة الشعوب

انتهى الدور العربي الرسمي بهزيمة إمام هيمنة أمريكا وعنجهيتها، وجاء دور الشعوب لتقول كلمتها وتخوض الصراع والمقاومة ضد سياسات أمريكا والصهيونية.

إننا كشعوب مسلمة ومؤمنة بقضاياها؛ نحتاج إلى وقفاتٍ رافضة وحركات مقاومة لهذا النوع من التطبيع، لكي نمنع محاولات الاستعباد التي طالتنا لعشرات السنين كأمةٍ إسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى