القراءة السياسيّة: دلالات قضية خاشقجي.. ودروس المعارضة

قضيّة ساخنة

طالعنا في الأسبوع الماضي تهديد صحفيّة تابعة للنظام الخليفي لبعض المعارضين، وهدّدت بأنهم سيتعرضون لمصير الصحفي السعودي الخاشقجي، والذي غدر به قبل حوالي ثلاثة أسابيع في قنصلية بلاده في تركيا، وتم قتله وتقطيعه إرباً، بحسب المعلومات المتداولة.


ما غفلت عنه هذه المرتزقة أنّ خاشقجي كان – ولسنوات طويلة – مرتزقاً من مرتزقة نظام آل سعود، وهو ما يثبت لنا أنّ هذه العاقبة الشنيعة أقرب لأشباه الخاشقجي من المرتزقة والعبيد، وليس الأحرار.

دلالات قضيّة خاشقجي

إنّ ما حدث لخاشقجي هو مؤشر على ضعف النظام السعودي الذي أصبح متمثّلاً بسلمان وأبنائه، وتلاشي عناصر الدعم التي كان يتمتع بها آل سعود، وأنّ هوّة المعارضة الداخلية لهم قد كبُرت لتصل إلى داخل عائلة آل سعود أنفسهم والقريبين من هذا النظام، والذين خدموهم لسنوات طويلة، من أمثال خاشقجي، ويدل أيضاً أنّ العصابة السعودية قد تحوّلت إلى نظام لا حامي له ولا سند إلّا أعداء الأمة الإسلامية، من أمثال أمريكا وإسرائيل.

السيناريو الأمريكي لإخراج بن سلمان من الورطة

إنّ حماقات محمد بن سلمان وأعماله الصبيانيّة قد وضعت أمريكا نفسها في موقفٍ حرج أمام المجتمع الدولي، بالإضافة إلى ذلك؛ فإنّ هذه الأعمال أدّت – وبحماقة – إلى حرف البوصلة الأمريكية عن هدفها الرئيسي المتمثّل في حماية إسرائيل في مواجهة محور المقاومة، والذي أصبح الشغل الشاغل للأمريكان، خصوصاً أن ذلك هو من صلب عقيدتهم وسياساتهم وانشغالاتهم الأخيرة.


يهدف العدو الأمريكي إلى شلّ رأس محور المقاومة (إيران) اقتصادياً، وقد قام بإجراءات عدّة خلال الأشهر الأخيرة، استباقا للولوج في الإجراء الأهم والمتمثّل في تقليص المبيعات النفطية للجمهورية الإسلامية، والتي سيستعين فيها بخادمه المطيع (نظام آل سعود) لتزويد الأسواق العالمية بالنفط السعودي لكي يكون بديلاً عن النفط الإيراني المراد منعه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الإدارة الأمريكية تهدف إلى ضمان ألا يزيد سعر برميل النفط عن الـ 55 دولار (السعر الذي تحتاجه إيران لمعادلة الموازنة السنوية لها)، وهذه مهمة أوكلت لسلمان وابنه لتنفيذها بدقة.

ومن خلال ذلك؛ فإننا نستنتج أنّ إخراج الأمريكان للحكم السعودي من هذه الورطة لهي ضرورة ملحة لأمريكا. لتوضيح الصورة؛ فإن الإدارة الأمريكية تميل لإخراج شيء ما على طريقة عمل ونتائج لجنة “بسيوني” في البحرين – مع الفوارق- وذلك سيكون بإلصاق تهمة القتل بعناصر مارقة ومنفصلة عن أوامر القيادة السعودية، إلا أن تجاذبات المصالح واللعبة الاستخباراتية بين عدة دول قد تفشل السعي الأمريكي.

ماذا يعني لنا كمعارضة؟

يجب علينا – كمعارضة – أن نحذر من دول الاستكبار والأنظمة العميلة له، وألّا نمد يدنا لهم، أو نعول على حلّ سياسي في قضية داخلية أو خارجية يكون آل سعود والدول الاستكبارية طرفا فيه أو راعيا له، وذلك يدعونا إلى نتيجة مهمة، وهي وجوب الخروج من الأطر الأمنية والجغرافية التي يريد الغرب فرضها على المعارضة، وعدم الرهان عليه ولا على مؤسساته السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى