قراءة في المشهد السياسي: بسط النفوذ على المؤسسات الدينية

* قراءة في المشهد السياسي

قضية ساخنة

أدرك شعبنا أن السلطات الخليفية قد دأبت في السنوات الأخيرة على تصعيد بسط نفوذها على المؤسسات الدينية (المآتم، المساجد وغيرها)، والتحكم ببرامجها، وخصوصا في موسم عاشوراء. حيث إنها بذلك تهدف إلى نزع البعد السياسي والمقاوم من مساجدنا ومؤسساتنا، وعن إحياء سيرة الإمام الحسين “عليه السلام”.

أدوات السلطة لتحقيق ذلك

– أولا: فرْض مؤسّسات بديلة مدعومة من السلطة الخليفية – مثل إدارة الأوقاف الجعفرية – وتؤدي دور الرّقابة على المؤسسات الدّينية الشعبيّة، وقد نشهد في المستقبل القريب مساجد أو حسينيات تمّ تشييدها وإدارتها وتعيين الإمام أو الخطيب فيها مباشرة من قبل دائرة الأوقاف الجعفرية.

– ثانيا: إفراغ المؤسّسات الدينية القائمة – مثل المسجد – من وظائفه الأساس، والاقتصار فقط على أداء المناسك والشعائر دون التعرّض لمعانيها وفلسفتها ومصاديقها على أرض الواقع، ولهذا شهدنا استنفار السلطة واعتقالها للعلماء والخطباء في عاشوراء لمجرد طرحهم التحليلات السياسية التاريخية التي ترافق المحاضرات، أو حتى السرد التاريخي للوقائع التي حدثت، والتي تلقى بمصاديقها في فهم المستمع بشكل غير مباشر.

لماذا ومن وراء ذلك؟!

إن هذا الاستهداف يأتي بسبب علم النظام الخليفي، ومن ورائه الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، بالأهمية الكبيرة التي تمثلها المؤسسات الدينية وإحياء سيرة الإمام الحسين “عليه السلام” في الأوساط الشعبيّة، ومدى خطورة موسم عاشوراء على النظام الخليفي في المدى البعيد، حيث إن المبادئ الحسينية تقوم بزرع روح الإباء والعزّة في قلوب البحرانيين، وتمنعهم من الرضوخ للهيمنة الاستكبارية في بلدهم.

الترغيب بجانب أدوات القمع

وقد قام النظام الخليفي باستخدام المؤسسة الأمنية لقمع وترهيب من لا يقبل بسياساتها في هذا الشأن (كما حدث لرئيس ومجلس إدارة مأتم الامام الرضا في منطقة المالكية)، وأيضا استخدام المؤسسة الوقفية التابعة له (والمتمثلة بالأوقاف الجعفرية) لتقوم بمهمة التغطية على هذه الجريمة العظيمة في حق الإسلام. لا ننسى أيضا أننا في جانب أدوات القمع فسوف نشهد الترغيب للمؤسسات الدينية التي تتعاون مع السلطة في الانسلاخ من فلسفة وجود المؤسسات الدينية والمناسك والشعائر، وذلك من خلال توفير دائرة الأوقاف الجعفرية لها الإمكانات المختلفة (المادية منها واللوجستية).

فلنترقب ولنحذر ولنستعد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى