بيان: ثورة 14 فبراير لم تخمد ولم تبدّل أهدافها.. وهي باقية نقيّة في مبادئها

بسم الله الرحمن الرحيم

حلّت علينا اليوم الذكرى الثالثة عشر لثورة شعب البحرين، ثورة ١٤ فبراير التي لم تبدّل تبديلاً، لرسوخ وعظمة أركانها، من رموز قادة استثنائيين في فكرهم وتجربتهم وثباتهم ونضالهم ومعيّتهم مع الناس، وأهداف نبيلة كبرى، ترخص من أجلها الأرواح والأبناء والأموال وزهرة الحياة الدنيا، وشعب معطاء لمبادئ مقدّسة بقداسة الإسلام الذي تنطلق منه، لم يركن لحكم ظالم، ولن ينقاد لحاكم جاهل.

تطل علينا الذكرى الثالثة عشر لثورة 14 من فبراير هذه المرّة أمام مشاهد عظيمة من التضحية التي سطرتها الشعوب الحرة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني المجاهد على طريق تحرير القدس الشريف، وتحولات كبيرة فرقت الحق عن الباطل وكشفت حقيقة الموقف الشعبي العزيز في قبال الموقف الرسمي الذليل تجاه القضية المركزية لمسلمي وأحرار العالم.

13 عاماً من الثورة وعُمراً من الحراك السياسي والاجتماعي خمدت خلالها ثورات ولم تخمد ثورة اللؤلؤ، وتبدّلت أهداف مثيلاتها، ولم تبدّل أهدافها، وصودرت مبادئ شعوب انتفضت، وأبت ثورة ١٤ فبراير إلا أن تبقى نقيّة في مبادئها وأهدافها، مشخصة لأصدقائها وأعدائها، لهذا انبرت تدافع عن أرضها وتاريخها وثقافتها ومقدساتها، تقارع الاستكبار وأذنابه في المنطقة.

نؤكد في الذكرى الثالثة عشر للثورة المباركة أن الاسباب التي دعت شعب البحرين للقيام لازالت قائمة والأهداف لازالت حاضرة، وإننا ماضون على بصيرة.. ثابتون في الطريق، بدعم الحراك الشعبي المقاوم، مطمئنين بوعد الله أن هذه الأنظمة إلى زوال، وذلك من خلال البناء الدائم والصبر المقاوم والتأكيد على أن:

أولا: ثورة ١٤ فبراير ثورة حق وعدل وهدفها المتمثل بنظام حكم شعبي ينهي الحكم الخليفي ويستند على دستور الشعب والإرادة الشعبية هو هدف مشروع لا حياد عنه.

ثانيا: مرجعية شعب البحرين المسلم وسيادته على المشهد السياسي وخيارات الثورة والقوى الثورية والسياسية هو حق أصيل كفله الإسلام العظيم والقوانين الوضعية وصدح به الرموز القادة، وصدّقته التجارب الثورية المنتصرة.

ثالثا: الحفاظ على وحدة الكلمة ورص الصفوف والتكامل في الأدوار، والتمسك بالعمل المشترك، فـ الصراع مع النظام الحاكم هو صراع في اتجاه واحد، ووحدها نتائج الممارسة والفعل ستحدد آفاق العمل وتناميه وإيمان شرائح المجتمع به.

رابعا: خيانة التطبيع بين الكيانين الخليفي والصهيوني جريمة لن تغتفر، وتضيف سبباً اخر لمشروعية القيام ضد النظام الحاكم الذي يمثل جزء من التركيبة الأمريكية والصهيونية المتآمرة على الإسلام والأمّة.

في الختام نقف وقفة الإجلال أمام رموزنا وقادتنا الأسرى والمطاردين والمغتربين وأمام أهل التضحية من عائلات الشهداء والأسرى وكل من بذل من عمره وماله من أجل أهداف الشعب وتطلعاته. كما نشيد بأبناء الجيل الجديد الذي انطلقت بوادر حراكه في الساحات، والذي سيواصل الطريق مستفيدا من تجربة السنين الماضية.

الرحمة والخلود للشهداء والنصر لثورة شعبنا الأبي المقاوم.


صادر عن:
• تيار الوفاء الإسلامي
• الأربعاء 4 شعبان 1445 هـ
• الموافق 14 فبراير/شباط 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى